تواتي يعقد مؤتمره الثالث في غرف فندق "متاريس" اشتباكات وتراشق بالبيض بين أنصاره وخصومه في باب الوادي اضطر رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، لتغيير مكان انعقاد المؤتمر الثالث للحزب من قاعة الأطلس إلى فندق “متاريس" بعدما منعه معارضوه من عقد المؤتمر في قاعة الأطلس بباب الوادي، حيث قام المناوئون بغلق باب القاعة أمام أنصار تواتي، واتهم رئيس الجبهة، الإدارة بالتواطؤ مع معارضيه وتمكينهم من دخول القاعة من الباب الخلفي مستغلين “الحصانة البرلمانية" بينما منع من الدخول رغم استظهار الترخيص الذي سلمته الإدارة، وأكد تواتي بأنه سيودع ملفا كاملا أمام الداخلية. منع معارضو رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية عقد المؤتمر الثالث للحزب في قاعة الأطلس، والذي كان مقررا صبيحة الخميس، بعدما قاموا بغلق البوابة الرئيسية للقاعة بأقفال حديدية، كما احتشد العشرات من المناوئين لرئيس الحزب أمام القاعة، لمنع انعقاد المؤتمر، قبل أن يدخلوا في مواجهات مع أنصار الرئيس الذين أصروا على دخول القاعة لعقد الاجتماع، قبل أن تتدخل قوات الأمن وقامت باعتقال عدد من الأشخاص المتواجدين في محيط القاعة. وفرضت قوات الشرطة طوقا أمنيا لمنع الاحتكاك بين أنصار وخصوم تواتي، وفضّلت قوّات مكافحة الشّغب أن تتوسّط الجناحين المتصارعين، فكانت في كل مرّة تحاول التدخّل لتفرقة الجناحين واضطرت في بعض الأحيان إلى توقيف المتسبّبين في حدوث تلك المناوشات بغرض تهدئة الأوضاع وامتصاص غضب المتصارعين. ولم يمنع ذلك من حدوث مناوشات بين الطرفين، وقام المعارضون برشق رئيس “الافانا “ بالبيض، ورد أنصار تواتي برشق خصومه، مرددين هتافات “خداعين طماعين ويقولوا ديمقراطيين"، وكذا “مازلنا معارضين". بينما ردد خصوم تواتي شعار ‘'موسى حرامي''، ‘'إرحل ارحل يا تواتي''. وتطورت الأوضاع أكثر في حدود منتصف النهار، أين سجلت اشتباكات عنيفة بالأيدي بين أنصار تواتي الذين كان عددهم يتجاوز 600 شخص، والمناوئين له الذين لم يتجاوز عددهم 200 شخص، قبل أن تسارع قوات الأمن إلى التدخل لمنع انزلاق الوضع بسبب مخاوف من استغلال بعض الشباب الوضع للسطو على المحلات القريبة من القاعة، واضطر بعض الباعة في محيط القاعة لإغلاق محلاتهم، فيما اصطف العشرات من شباب الحي بالقرب من القاعة لمتابعة أطوار الصراع. ونجحت قوات الأمن في السيطرة على الوضع، بعد استقدام قوات إضافية للتدخل ومكافحة الشغب، والتي حاصرت المجموعتين وأحكمت الإغلاق عليهما، وأبقت كل مجموعة داخل دائرة أمنية مغلقة محاطة بحزام بشري من الشرطة، لمنع أي احتكاك بينهما، واقترب تواتي من المدخل، وهاجم الوجه أحد معارضيه بعنف، قبل أن تختلط الأمور مجددا وهو ما استدعى تحرك قوات الأمن التي اعتقلت عددا من المناوئين لتواتي، قبل أن يطلق سراحهم بعد عودة الهدوء. و ظل أنصار تواتي مرابطين أمام أبواب القاعة إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال و هو الوقت المحدد لإخلائها حسب الرخصة التي كان قد تسلمها رئيس الحزب. وصرح تواتي قبل مغادرته عين المكان بأن عدم إجراء المؤتمر في وقته “لا يعد انسحابا بل احتراما لما تم الاتفاق عليه مسبقا" مع مسيري القاعة و القاضي بإخلائها عند الساعة الثانية زوالا. و أضاف أن البرلمانيين المنشقين عن الجبهة “استخدموا الحصانة البرلمانية ليجعلوا منها حصانة التجاوز على القانون و ليس احترام القانون".و أكد تواتي أن تشكيلته ستعقد مؤتمرها في وقت لاحق، مشيرا إلى أنه “سيعرف كيف يرد على خصومه في القريب العاجل". كما اعتبر أن عقد المؤتمر في الوقت الراهن “يكتسي أهمية كبيرة لترتيب بيت الجبهة الوطنية الجزائرية التي تشهد ظروفا استثنائية". و أشار إلى أن جدول أعمال المؤتمر تضمن “إعادة النظر في تشكيل هياكل الحزب بما في ذلك المجلس الوطني الذي عرف تقلص عدد أعضائه ب 89 عضوا من أصل 207 بسبب استقالة أو إقصاء أو وفاة بعضهم. وأوضح تواتي أن “جوهر الخلاف مع خصومه يكمن في “صدور تعليمة من الحزب تمنع متصدري قوائم الحزب في التشريعيات الماضية الذين لم يحققوا نتائج جيدة من الترشح مجددا للانتخابات المحلية المقبلة". من جهته أوضح النائب لمين عصماني أن “الرخصة انتهت صلاحيتها منتصف يوم الخميس، والمؤتمر لن ينعقد، ودليل ذلك أن هؤلاء لو كانوا مناضلين لاقتحموا القاعة بالقوة". وأضاف عصماني الذي يعد أحد قياديي الحركة التصحيحية، أن “تواتي استعان بأشخاص غرباء عن الحزب جلبهم من مختلف ولايات الوطن، ولم يتم انتخاب مندوبين حقيقيين للمؤتمر، ضاربا عرض الحائط بالقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب"، مشيرا بأن المعارضة لخط تواتي ستقدم طلبا لدى وزارة الداخلية لعقد مؤتمر استثنائي للحزب يتم خلاله ترسيم قرار تنحية تواتي من رئاسة الافانا.وأمام تعذر انعقاد المؤتمر في قاعة الأطلس، توجه تواتي رفقة أنصاره صوب فندق “متاريس" بتيبازة أين تم عقد الاجتماع في سريّة تامّة لتفادي التحاق التّصحيحيين، وقال تواتي، بأن اللجان المكلفة بتحضير لوائح المؤتمر اجتمعت بشكل منفرد في غرف داخل الفندق، بحضور محضرين قضائيين، وبعدها تم “إعلان النتائج في ساحة عمومية". وقال تواتي، أن الاجتماع جرى في قاعة خاصة ولا يحتاج “إلى ترخيص من الداخلية" موضحا بأنه حصل على “تزكية كتابية من المشاركين" للبقاء على رأس الحزب، موضحا بأن عملية تجديد الثقة فيه تمت دون “الانتخاب بل كتابيا"، مشيرا بأنه تقرر تأجيل البث في القانون الأساسي إلى حين موعد الندوة الوطنية التي ستعقد لاحقا. وأشار تواتي، أنه سيقدم تقريرا كاملا لوزارة الداخلية يتضمن كل القرارات الصادرة عن الاجتماع الذي جرى في فندق “متاريس"، وقال بأنه “كان يرغب في عقد الاجتماع في الأطلس وقرر نقل الاجتماع إلى مكان آخر لمنع حدوث تجاوزات وسط العاصمة"، مشيرا بأن مسؤولي القاعة رفضوا السماح له بالدخول من الباب الخلفي للقاعة رغم حيازته الترخيص القانوني، عكس المعارضين الذي سمحت لهم الإدارة بالدخول، ما يؤكد –حسبه- وجود تواطؤ بين الطرفين. أنيس نواري