تجلب رياضة كمال الأجسام اهتمام الكثير من الشباب الجزائري، المغرم بمظهر وبنية الجسم، والعضلات المفتولة، ما يدفعهم أحيانًا إلى تناول بعض المنشطات، كالمحفزات الغذائية، ومواد أخرى على غرار الإبر الهرمونية، وتناول منشطات ''الميغاماس'' الأمريكية، ناهيك عن بعض الأعشاب والكبسولات التي تلقى رواجا كبيرا لدى الصيدليات وقاعات هذه الرياضة. أكد عدد من ممارسي رياضة كمال الأجسام، في جولة قامت بها ''الخبر'' إلى بعض قاعات مخصصة لهذه الرياضة، تخوفهم من استعمال المساعدات الغذائية لمدهم بالنشاط ومنح عضلاتهم القوة. وقال عبد الغاني، البالغ من العمر 26 سنة، بإحدى قاعات حي بلوزداد، إنه من ممارسي هذه الرياضة منذ 3 سنوات، كما أشار إلى أنه لم يتناول هذه المنشطات المروجة في بعض القاعات. وأضاف ''أن تعاطي مثل هذه العقاقير يضر بصحة الشاب، ويحطم مستقبله، ويلحق به أضرار صحية، كالعقم، الفشل الكلوي وضعف النظر''. وأوضح محدثنا أنه ''يمارس الرياضة التي تحقق المنفعة للجسد لا لمضرته، أما عن الشباب الذين يتعجلون في الحصول على عضلات مفتولة فعليهم تجنب الحقن والهرمونات القاتلة''. واعتبر صديقه حليم ''أن البرنامج الغذائي الذي يتبعه جعله يحصل على نتائج مرضية، ثم إن تعلقه بهذه الرياضة كبير جدا، ولهذا فهو لا يريد إفساد ذلك بأشياء أخرى تضره مستقبلا''. من جهته سرد مولود، صاحب ال 38عاما، قصة صديقه الذي دخل القاعة وفي ظرف وجيز جدا حصل على جسم متناسق، وكان يتناول المنشطات وبعض الأعشاب والكبسولات التي تروج في الصيدليات، لكن هذا الأخير توفي بعد نحو عامين من ممارسته لهذه الرياضة، إثر سكتة قلبية أرجع سببها، حسبه، إلى تناوله لتلك المنشطات في قاعة كمال الأجسام. وطالب محمد، صاحب القاعة، من مدربي رياضة كمال الأجسام، الذين يتاجرون بتلك الحقن والهرمونات بالتوقف عن هذه التجارة القاتلة مقابل أموال زهيدة، كونها تتسبب في أمراض كالعقم والفشل الكلوي والسرطان والتشوه العضلي، مشيرا إلى أن بعض هذه العقاقير والهرمونات لا تباع فقط بنوادي كمال الأجسام، بل حتى في بعض الصيدليات. شباب يتعاطون الأنسولين والفياغرا وحبوب منع الحمل وتشترك ''الميغاماس''، و''ميغا امينو''، و''الوي''، وبعض الأقراص في نفس الهدف المعلن، وهو تضخيم العضلات، من ''الميغاماس'' المحلية التي يتراوح سعرها حسب وزن العلبة، حيث يقدر سعر العلبة من حجم 500 غرام ب400 دينار، ويصل الكيلوغرام الواحد منها إلى 750 دينار، فيما يقدر سعر ''الميغاماس'' الأمريكية، وهي أغلى الأنواع المتوفرة في السوق الجزائرية والمتوفرة للبيع بأوزان وأسعار مختلفة، فيما يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 6000 دينار. ويتم تناول هذا النوع باستعمال ملعقتين من هذا المسحوق داخل كوب من الماء أو كوب من الحليب أو عصير بعد أو قبل التمرين الرياضي، بالإضافة إلى بعض الأحماض الأمينية على شكل أقراص. وبهدف تضخيم الجسم إلى أقصى حد ممكن، يتناول بعض الشباب منشطات محظورة، ككبسولات منع الحمل، علاوة على إبر هرمونية، مثل السيستاتون أو أقراص كالديانابول، هذه الهرمونات تؤدي إلى ضعف جنسي والعقم، وتتطور إلى الشيخوخة المبكرة، بالإضافة إلى إصابات الكبد، حسب ما شدد عليه عدد من ممارسي الرياضة ذاتها. إلى جانب ذلك تروج بعض الصيدليات لأقراص وأدوية، أو ما يعرف بالأحماض الأمينية، وعادة ما تكون في شكل ''بروتينات وفيتامينات'' تستعمل في زيادة حجم عضلات الأجسام بشكل غير طبيعي، وتعرف في الأوساط الطبية ''بالهرمونات الذكورية''، وتسمى في الصيدليات ''بالبروتين الصناعي''، ويطلبها الشباب بشكل لافت من الصيدليات. ويشير أحد المعتادين على ممارسة الرياضة في قاعات كمال الأجسام إلى المنشطات الجنسية، من بينها ''الفياغرا'' التي يتم تناولها لإعطاء حيوية ونشاط للجسم أثناء أداء التمارين الرياضية، لكن هذه الأخيرة تتسبب في مخلفات من بينها انخفاض نسبة السكر في الدم. عميد الأطباء محمد بركاني بقاط يؤكد أنها غير خاضعة لنصوص تنظيمية ''رياضيو كمال الأجسام يستهلكون مواد خطيرة غير مراقبة'' l شدد عميد الأطباء، محمد بركاني بقاط، أن العلم لم يثبت منفعة المساعدات الغذائية التي يستعملها رياضيو كمال الأجسام، وحذر من خطر استهلاك مواد تهدد صحة متناولها، في حين أنها غير مصنفة كأدوية وبعيدة المنال عن مراقبة، كونها غير خاضعة لنصوص قانونية تنظيمية. وقال الدكتور بقاط، في تصريح ل''الخبر''، إن المساعدات الغذائية، والمعروفة بعدة علامات تجارية، منها ''ميغاماس''، تبقى مجهولة النفع، فالأبحاث العلمية لم تثبت أن أثرها الإيجابي على الرياضيين مضمون، محذرا من الإعلان والإشهار الكاذب المرفق بهذه المواد. وذهب المتحدث إلى القول إن استمرار تناول هذا النوع من المواد يفتح الباب على مضاعفات سلبية على الصحة، مشددا على أنها مواد غير صيدلانية، ولا تخضع لبروتوكول كما هو الأمر بالنسبة للأدوية. وإن كانت تحتوي على الفيتامينات والغلوسيد فهذا لا يعني أنها نافعة، فهذه المكونات تصبح مضرة إذا زاد استهلاكها عن الحد المطلوب. وإن نفى تشخيصه لحالة مرضية تسببت فيها هذه المواد، إلا أن عميد الأطباء أصر على وجوب الحيطة في تناول هذه المواد، فأثرها قد يظهر على المدى الطويل. مضيفا أن رياضيي كمال الأجسام عادة ما يفرطون في تناول مساعدات غذائية متنوعة لتحقيق مبتغاهم في ظرف زمني قصير، وهو أمر يهدد صحتهم، حسب تعبير المصدر. واستغرب محمد بركاني بقاط من تسويق مواد دون ضبط قانوني لها، وأوضح أن أي مواد غذائية تتطلب تنظيما قانونيا لتحديد المسؤولية في حال تسببها في أضرار للمستهلكين. وأكد المتحدث أن المساعدات الغذائية المستعملة من طرف رياضيي كمال الأجسام غير مراقبة، لغياب النصوص التنظيمية لهذه المواد. الجزائر: سليم بن عبد الرحمان ''مومو''.. قاهر العمالقة الشكوك ما تزال قائمة حول موت بن عزيزة ما تزال الشكوك تحوم في سبب وفاة البطل العالمي في رياضة كمال الأجسام محمد بن عزيزة، المولود عام 1959، في فونفلان بمدينة ليون الفرنسية، الذي كان متخلقا وذو تربية حسنة. محمد، أو كما كان يلقبه الجميع ''مومو''، كان طوله 58 ,1 سم ووزنه 53 كيلوغراما. لم تعق البنية الضعيفة وقصر قامة محمد بن عزيزة مشواره الرياضي، حتى وإن تحصل على بطاقة الإعفاء من الخدمة الوطنية العسكرية بعد عشرة أشهر من استدعائه، نظرا لنحافة جسمه وتسطح رجليه. حيث دخل عالم رياضة ''كمال الأجسام''، وفاز بأول تتويج باللقب العالمي للهواة بالعاصمة الإسبانية مدريد، عام ,1987 بعد نيله المرتبة الأولى. وكان حبه للجزائر وحرصه على تمثيلها أحسن تمثيل أحد الدوافع لمواصلة الرياضة، حيث تأهل إلى نطاق المحترفين عام 1988 بلوس أنجلس، وحاز أيضا على بطولة ''مستر انيفرس''. وينحدر محمد بن عزيزة من مدينة عين يوسف، إحدى بلديات الرمشي بولاية تلمسان، حيث قام عملاق رياضة كمال الأجسام ببناء بيت بالمنطقة، لكي يعيش فيه مع زوجته، لكنه انفصل عنها بسبب عدم الإنجاب بعد 10 سنوات من الزواج، والسبب هو أن ممارسي هذه الرياضة يجدون صعوبة في الإنجاب. وفارق ''مومو'' الحياة في ال4 أكتوبر عام ,1992 إثر سكتة قلبية، وكان عمره وقتها 33 عاماً، حيث لا تزال الشكوك تحوم حول وفاته، فهناك من يقول إنه توفي فوق المنصة أثناء إحدى البطولات، وهناك روايات تقول إنه توفي في فندق بمدينة صغيرة في مقاطعة زيلند بهولندا.