أكد الرئيس المدير العام لمجمّع صيدال، بومدين درقاوي، بأن الشراكة القائمة بين المجمع ومخابر ''نوفونورديسك'' الدانماركية هي شراكة تهدف إلى نقل التكنولوجيا والمعارف، وتلبية الاحتياجات الوطنية من مادة الأنسولين البشرية. وأوضح السيد درقاوي، الذي يتواجد بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الهدف من هذه الشراكة المربحة للطرفين هو إنتاج مادة أنسولين بنفس النوعية التي تنتجها المخابر الأم، بقدرة تصل إلى 5 ملايين وحدة، تساهم في تغطية الاحتياجات الوطنية من هذه المادة. وفي نفس الإطار، قال الرئيس المدير العام للمجمّع أن هذا الأخير تحصل على رخصة الإنتاج من مخابر ''نوفونورديسك''، التي تكفلت، من جهتها، بتقديم المساعدة التقنية والتكوين، ونقل التكنولوجيا إلى الجزائر، في حين تحمل المجمّع على عاتقه تكاليف المشروع التي تفوق 15 مليون أورو. ومن جهة أخرى، أشار السيد درقاوي إلى أن مصنع قسنطينة، الذي سيتكفل بإنتاج مادة الأنسولين، يخضع حاليا إلى تجديد تجهيزاته، وكذا تكوين التقنيين، وتدريبهم على هذا العتاد الجديد، مذكرا بأن التشكيلة الأولى من إنتاج هذه المادة، التي ستدخل السوق في سنة 2013، ستحمل علامة ''نفونورديسك'' بالجزائر. من جهته، وصف الرئيس المدير العام لمخابر ''نوفونورديسك'' بالجزائر، السيد جون بول ديجي، عقد الشراكة بين هذه المؤسسة ومخابر جزائرية بالشراكة الاستراتيجية بمنطقة الوطن العربي والقارة الإفريقية، واعتبر السيد ديجي ما قامت به المخابر في الجزائر من أكبر الاستثمارات بمنطقة الوطن العربي والقارة الإفريقية، حيث تولي المؤسسة الدانماركية، حسبه، أهمية خاصة للسوق الجزائرية، حيث بدأت الشراكة بفتح مصنع وادي عيسي بتيزي وزو، ثم توسعت إلى شراكة مع مجمّع صيدال لتلبية للاحتياجات الوطنية من هذه المادة. وأوضح أن مصنع وادي عيسي بولاية تيزي وزو يغطي نسبة تتراوح بين 60 إلى 70 بالمائة من السوق الوطنية، من ناحية الحجم، وتنوي رفع الإنتاج بنسبة 40 بالمائة بالإضافة إلى إنتاج نوع آخر من العقاقير الموجهة للتكفل بالمصابين بهذا الداء. وأوضح بأن هدف المخابر ليس بيع منتوجاتها بالسوق الجزائرية فقط، بل تعمل على تطوير الإنتاج المحلي وتحويل التكنولوجيا، بالإضافة إلى تكوين التقنيين، مع المحافظة في نفس الوقت على استيراد الجزيئات المبتكرة. وفيما يتعلق بتطوير البحث داخل الجزائر، أكد السيد ديجي أن المخابر انطلقت في هذا العمل منذ مدة، ولاسيما إجراء التجارب العيادية من الدرجة الرابعة، تتعلق خاصة بالجزئيات غير المعروفة بالجزائر، كما وسعت اهتماماتها إلى علاج أمراض مثل التأخر في النمو لدى الأطفال الذين يعانون من قصر القامة، من أجل مساعدة هؤلاء على تحسين النوعية والأمل في الحياة. كما عملت على وضع عقار جديد بالسوق الجزائرية، موجه لعلاج العجز في العامل ,13 وهو مرض نادر يتسبب في عدم تخثر الدم بصفة عادية، مشيرا إلى أعراضه المتمثلة في النزيف العضلي الذي يؤثر على المخ. وأكد بأن المخابر استثمرت، في إطار الشراكة مع وزارة الصحة الجزائرية والفيدرالية الدولية للهموفيليا، من أجل إنشاء سجل وطني في هذا المجال، وتحسين التكفل بتشخيص المرض، وتطوير العناية بالمرضى في المنزل، وهو مشروع انطلق سنة 2005، ثم توقف في سنة 2009، حسبه، متوقعا استئنافه قريبا بطريقة أفضل.