أثارت اعترافات رئيس بلدية لوترباك الأسبق بمنطقة الألزاس، روجي ونترهالتر، بأنه ساعد جبهة التحرير الوطني خلال حرب التحرير، ضجة في الأوساط الفرنسية وصلت حد المطالبة بسحب بطاقة قدماء المحاربين منه. وجه الفريق جورج بورمانت، وهو أعلى سلطة عسكرية بمقاطعة رين العليا، رسالة إلى رئيس المقاطعة ومكتب الوزير المنتدب لقدماء المحاربين، يطلب فيها سحب بطاقة قدماء المحاربين من روجي ونترهالتر رئيس بلدية لوترباك''. وفق تقرير لصحيفة ''آخر خبر عن الألزاس''. وكتب الجنرال بورمانت في رسالته الثلاثاء الماضي ''بديهي أن قانون العفو يغطي نشاط المعني خلال فترة خدمته العسكرية (يعفيه من المتابعة القضائية)، ولكني لم أتصور أنه ساعد في اختراق المتمردين (جيش التحرير) لصفوفنا وسرقة الأسلحة والذخيرة ومساعدة 17 جنديا على الهروب، ثم تقدم لطلب بطاقة قدماء المحاربين. ولا أعرف إن كان ذلك تم لأغراض انتخابية، ولكن ما أعرفه أنه قاد خلال توليه مهامه مظاهرات وقرأ خطبا وطنية أمام معالم لضحايا حرب الجزائر، بعض منهم قد يكونون ماتوا نتيجة خيانته في تلك الفترة''. لكن رئيس بلدية لوترباك الأسبق وعضو مجلس مقاطعة الألزاس بين 1971 و2001 ينفي على نفس صفحات الجريدة قيامه بسرقة أسلحة، وأوضح أن التعويضات التي يحصل عليها بصفته من قدماء المحاربين والمقدرة ب600 أورو شهريا تدفع إلى جمعيات خيرية. وذكر أنه منذ أن نشر كتابه في 9 أوت الماضي حول دعمه لنضال الشعب الجزائري في التحرر أيام خدمته العسكرية بالجزائر في ناحية قسنطينة، واعترف فيها بصلاته بجبهة التحرير، قد تلقى رسائل التهديد والشتم. وبرر خطوته بأن ما بدر منه له صلة بتصوره للعلاقات الإنسانية، وبكونه يؤمن بالمواطنة العالمية. واعتبر أن الجدل الذي صاحب صدور كتابه يبين أن حرب الجزائر لم تنه. و لا تزال القضية على مستوى محلي، في انتظار قرار الحكومة الفرنسية بخصوص سحب بطاقة قدماء المحاربين منه. وسحبت الحكومة اليمينية في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، من الجنرال بول أوساريس ميدالية الشرف بعد صدور كتابه عن ممارسة التعذيب الممنهج والرسمي في الجزائر، ضد المجاهدين الجزائريين، وكذلك ضد المناضلين اليساريين الفرنسيين، الذين أعلنوا وقوفهم ضد فرنسا الاستعمارية.