اجتمع إطارات المديرية العامة للغابات، أمس، من أجل النظر في الوضعية الطارئة التي التهمت آلاف الهكتارات من الثروة الغابية، في ظرف أسابيع، كأثقل حصيلة منذ 01 سنوات، من أجل فرض إجراءات استعجالية لمواجهة خطر الحرائق الذي لا يزال قائما إلى نهاية أكتوبر، وإطلاق أكبر مشروع وحملة للتشجير لاستخلاف الأشجار التي أتت عليها النيران. أبقت المديرية العامة للغابات على حالة الطوارئ، من خلال تجنيد إمكانياتها، تفاديا لعودة الحرائق في الولايات التي تشهد مساحة غابية معتبرة، بالنظر إلى أن خطر النيران يستمر إلى نهاية شهر أكتوبر، مع تسجيل حرارة تتراوح ما بين 25 و30 درجة مئوية إلى شهر نوفمبر. بالإضافة إلى التنسيق مع المديرية العامة للحماية المدنية. وتجري مختلف محافظات الغابات، خلال الأسابيع القادمة، عملية جرد دقيقة لتحديد المساحة الغابية التي أتت عليها ألسنة النيران، بعد أن تحدثت أرقام اتحادية عمال الغابات والطبيعة والتنمية الريفية بأن المساحة التي أتلفت تزيد عن 100 ألف هكتار. وبينت دراسة الوضعية ''فشل المخطط المعتمد من طرف المديرية العامة للغابات لمواجهة حرائق الغابات، في الوقت الذي لم يتم فيه، بعد، تحديد المساحة الغابية التي أتت عليه النيران بعد''. وتشير تقارير مديرية الغابات إلى أن ''المساحة الغابية التي التهمتها النيران، في 33 ولاية، تجاوزت أزيد من 52 ألف هكتار، وهي الحصيلة التي تعد الأثقل منذ سنة 2000، حيث أتلفت المساحة الغابية الأكبر في كل من ولايات جيجلوبجاية وتيسمسيلت وسيدي بلعباس وتيزي وزو والبويرة وتيبازة وعين الدفلى''. وأوضح مدير حماية النباتات والحيوان بالمديرية العامة للغابات، السيد عمار بومزبر، في تصريح ل''الخبر''، أمس، بأن ما سجل من مساحة غابية أتلفتها النيران، منذ الفاتح جوان إلى 22 أوت، تعادل ضعف المساحة المسجلة سنة 2010، والتي قدرت ب25 ألف هكتار. وأضاف السيد بومزبر بأن ''الأمطار المتساقطة مؤخرا على وسط وشرق البلاد، سمحت بإخماد ألسنة النيران في الغابات التي لم نتمكن من التحكم فيها بسبب صعوبة التضاريس''. ومع هذا لا زلنا نسجل معدل اندلاع حريقين في اليوم. ومن بين الولايات الأكثر تتضررا من حيث النيران، تبقى جيجل في المرتبة الأولى ب7800 هكتار أتلفتها ألسنة النيران، تليها بجاية ب5251 هكتار، وتيزي وزو 5108 هكتار، وتيبازة ب4116، بالإضافة إلى تيسمسيلت ب3767 هكتار، والبويرة ب 3714 هكتار، ثم سيدي بلعباس وعين الدفلى. وتضررت أشجار الصنوبر الحلبي والفلين بشكل ملحوظ، خصوصا في شرق البلاد، كسكيكدة والطارف وجيجل وصولا على تيزي وزو وبجاية. وبخصوص إطلاق عملية التشجير، من أجل تعويض ما أتت عليه النيران من غطاء نباتي، قال السيد بومزبر بأن ''الأمر يتوقف على ما يتم تقييمه من خسائر، وانتظار بداية فصل الربيع للوقوف على مدى عودة الحياة للغابات''. وكانت المديرية العامة للغابات أفادت بأن 90 بالمائة من الحرائق، التي اندلعت عبر 33 ولاية مؤخرا، تمت بفعل فاعل، خصوصا من عصابات الفحم وأصحاب نفوذ يريدون القضاء على الثروة الغابية، من أجل تجسيد مشاريع استثمارية بعدة مناطق جبلية.