حذرت مصالح الأمن في الجنوب من عمليات اختطاف جديدة ضد أجانب أو مسؤولين في الأجهزة الحكومية، مباشرة بعد الإعلان عن قتل نائب القنصل الجزائري في غاو بشمال مالي. تتخوف مصالح الأمن من تنفيذ عمليات إرهابية في ولايات أقصى الجنوب، تستهدف خطف أجانب ومسؤولين إداريين للمساومة بهم مجددا في الجزائر. وكشف مصدر أمني بأن مصالح الأمن والجيش تلقت برقية تحث على تشديد الرقابة داخل مدن الجنوب وتشديد إجراءات التفتيش عبر الطرق، خاصة في ولايات أقصى الجنوب، وطلبت البرقية أخذ كل الاحتياطات أثناء تنقل المواكب الرسمية. وقد أحصت نشرات أمنية جديدة وجود ما لا يقل عن 146 إرهابي خطير، من أصول جزائرية ضمن ما يسمى كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة وجماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، ويشكل هؤلاء القوة الضاربة التي ساعدت حركة أنصار الدين في قيادة العمليات العسكرية ضد القوات النظامية للجيش المالي. وعمّمت مصالح الأمن قبل أيام نشرة بحث جديدة، لأهم المطلوبين في 10 ولايات بالجنوب بشبهة الانتماء لحركة التوحيد والجهاد وما يسمى كتائب الصحراء أو إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتتضمن القائمة مطلوبين للأمن من ولايات في الجنوب بشبهة الانتماء لجماعات إرهابية والمشاركة في عمليات إرهابية، وتضمنت القائمة الجديدة 146 شخص. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن 80 من أصل 146 مطلوب ينحدرون من ولايات الجنوب، وهم جميعا في حالة فرار، صدرت في حق أغلبهم أحكام قضائية بالإعدام والمؤبد، بتهم إرهابية. وأشارت نفس النشرة إلى أن 40 من المطلوبين منذ عام 2002 تم استبعادهم من القائمة بعد القضاء عليهم أو توقيفهم. وقالت مصادرنا إن أغلب هؤلاء إرهابيون مارسوا العمل العسكري السري ضد السلطات منذ التسعينات، وعلى رأسهم مختار بلمختار وعبد الحميد أبو زيد ويحيى جوادي وتومي الناصر والمدعو إيهاري ابنوق من تمنراست، بالإضافة إلى إرهابيين التحقوا حديثا بالتنظيمات المسلحة مثل بشنب أمين ومراد غومري. وتشير مصادرنا إلى أن احتمال وقوع عمليات إرهابية جديدة في الجنوب يبقى واردا مع التصعيد الجديد الذي عمدت إليه الحركات السلفية الجهادية المتمركزة في إقليم أزواد. وتشير مصادرنا إلى وجود أكثر من ألف مسلح تابع للجماعات السلفية الجهادية في شمال مالي، تنتمي لعدة فرق أهمها كتائب الصحراء بتنظيم القاعدة، وعناصر من بقايا جماعة جند الله المرابطون التي رصدت مؤخرا في منطقة تاودني وكتيبة الملثمين وجماعة التوحيد والجهاد، وعناصر من حركة بوكو حرام يعتقد بأنها شاركت في القتال ضد الجيش المالي في بداية التمرد في جانفي .2012 وينتمي المسلحون لعدد كبير من الجنسيات، وينحدرون خصوصا من الجزائر وموريتانيا ومالي والمغرب وتونس والنيجر ونيجيريا. ويعد الجزائريون والمغاربة والموريتانيون الأكثر انكشافا لأجهزة الأمن بسبب توفر معلومات دقيقة حول هوياتهم. وتستغل الجماعات الإرهابية في شمال مالي حالة الفقر لتجنيد المزيد من المسلحين، فتستغل أطفالا دون 18 سنة في القتال، لتفادي الخسائر وسط قدامى الإرهابيين ذوي الخبرة، وفي الغالب تسلمهم أسلحة رشاشة للحراسة إضافة إلى التجسس. وتشير تقارير أمنية إلى موت غير مؤكد لعدد من المطلوبين للأمن الجزائري فى عمليات بشمال مالي وفي اقتتال داخلي، دون تأكيد رسمي لمقتل هؤلاء، ومنهم إرهابيون من المنيعة بولاية غرداية ووادي سوف وبسكرة، ما جعل قدامى الجيا يبتعدون أكثر عن تنفيذ العمليات الإرهابية بصفة مباشرة لتفادي المزيد من الخسائر وسط الإرهابيين الجزائريين.