زعمت حركة ''التوحيد والجهاد'' في غرب إفريقيا، أن الاعتداء الإرهابي على مقر الدرك الوطني في قلب مدينة ورفلة، رد على ''وقوف الجزائر وراء دفع حركة تحرير أزواد في مالي للدخول في حرب ضد التنظيم''. وتزامن التفجير مع سيطرة التنظيم على مدينة غاو، ومباشرة ''أنصار الدين'' لحملة تهديم أضرحة مصنفة من قبل اليونيسكو كتراث عالمي في مدينة تمبكتو. حمل التنظيم الإرهابي ''التوحيد والجهاد'' الجزائر مسؤولية المواجهات التي نشبت بين مقاتليه وعناصر ''حركة تحرير أزواد'' في غاو، الأربعاء الماضي، بحجة ''دفع الحركة لحرب ضد التوحيد والجهاد''. وهي حجة قد يستغلها التنظيم في تعطيل محاولات جارية للإفراج عن سبعة دبلوماسيين جزائريين. وجلبت سيطرة جماعات إرهابية على مدن في الشمال نحو 30 ''جهاديا'' جزائريا إلى مدينة ''غاو''، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال مصدر أمني للوكالة الفرنسية: ''هناك نحو 30 جهاديا جزائريا وصلوا، الجمعة، إلى غاو للمشاركة في تأمين المدينة ومطاردة متمردين محتملين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، الذين انهزموا الأربعاء أمام مسلحي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا''. وتسيطر ''الجهاد والتوحيد'' رفقة ''أنصار الدين'' وكتائب من ''القاعدة'' على مدينتين على الأقل، بينما انحصر تواجد ''الأزواد'' في كيدال، وقد نفت مصادر إعلامية موريتانية مقتل مختار بلمختار (بلعور) أثناء اشتباكات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد بغاو، وذلك نقلا عن الحسن ولد خليل، المسؤول الإعلامي لكتيبة ''الملثمين'' التي يقودها (بلعور). وبدورها بدأت حركة ''أنصار الدين'' الإسلامية التي تسيطر على مدينة تمبكتو، عمليات واسعة لهدم الأضرحة الموجودة في المدينة الأثرية التي تعتبر واحدة من أكثر المدن التاريخية شهرة في منطقة الساحل والصحراء. وقد قام عدد من مقاتلي الحركة بعمليات هدم استهدفت الأضرحة التي شيدت كبيوت تشير إلى أنها لعلماء وأولياء يتمتعون بمكانة خاصة لدى سكان المدينة التاريخية، حيث تهدف الحركة إلى تسوية جميع القبور وإزالة العلامات التي تميز بعضها، وسبق واستهدفت حركة أنصار الدين ضريحا تصنفه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) ضمن التراث العالمي. وأعربت اليونيسكو عن أسفها للتدمير ''المأساوي'' لأضرحة تمبكتو، وذلك بعد يومين من إدراج اسم هذه المدينة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي المعرض للخطر. ووصفت أليساندرا كامينز، رئيسة اليونيسكو، في بيان لها، هذا التدمير بالمأساة الجديدة، لا سيما الأضرار التي لحقت من دون سبب بضريح سيدي محمود في شمال البلاد، داعية كل الأطراف المعنية في النزاع في تمبكتو إلى ''تحمل مسؤولياتها''. وفي المقابل، أعلن المتحدث باسم جماعة أنصار الدين أن ''كل أضرحة'' الأولياء في مدينة تمبكتو ستدمر. وبحسب البعثة الثقافية في تمبكتو، فإن 16 ضريحا في هذه المدينة الواقعة بمحاذاة الصحراء والمعروفة باسم ''مدينة ال333 ولي'' مدرجة على لائحة التراث العالمي، من بينها ضريح الفقيه سيدي محمد بن عمار الذي يحظى بمكانة رفيعة لدى سكان تمبكتو.