أفادت مصادر موثوقة ل ''النهار''، أنّ الوشاية كانت سبب القضاء على الإرهابي محمد البشير نقية المكنى عبد الحق أبو الخباب، حيث اشتدت الصراعات وسط التنظيم الإرهابي خاصة بمنطقة الصحراء حول زعامة بعض المناطق، ورفض إمارة التنظيم بالشمال إحداث أية تغييرات في المناصب، فضلا على انشقاقات داخلية في المجموعة الواحدة، حول الزعامة والمناصب ومشكل تقاسم ريع الفديات والغنائم وكيفية التعامل مع الدول التي لديها مختطفون بين يدي التنظيم الإرهابي، نجم عنها في آخر المطاف ظهور جماعة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا التي تبنت اختطاف الرعايا الأوروبيين المختطفين شهر أكتوبر المنصرم. وأفادت مصادر موثوقة ل ''النهار''، نقلا عن تائبين سلموا أنفسهم حديثا كان لهم احتكاك بالمدعو ''أبو الخباب''، أنّ هذا الأخير لم يكن على اتفاق مع دروكدال بخصوص الكثير من المسائل، خاصة ما تعلق بإمارة الصحراء، ومحاولة ''أبو الخباب'' إقناع أمير التنظيم الإرهابي بالتخلي عن إمارة منطقة الصحراء لابن بلدته عبد الحميد أبو زيد، من أجل تنفيذ عملية انتحارية هدفها تشجيع الإرهابيين الآخرين خاصة الوافدين الجدد للاقتداء به، غير أن طلبه قوبل بالرفض للدور الحساس الذي أصبح يلعبه في التنظيم، وتخوف دروكدال من إمكانية بسط نفوذه على ما تبقى من فلول تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وإقناعهم بتعيين أبو زيد أو غيره أميرا عليهم في المنطقة، خاصّة إذا علمنا أنّ هذا الأخير كان يتميز بالنزعة الجهوية، وهو ما يرجّح إمكانية وشاية الموالين لدروكدال بتحركات ''أبو الخباب'' لمصالح الأمن من أجل تصفيته، خاصة وأن ''أبو الخباب''، يعتبر صمام أمام لإمارة التنظيم الإرهابي والقدوة لرفقائه بالنظر للمكانة التي كان يتبوأها ضمن الشرذمة الإرهابية، بالنظر إلى خبرته الميدانية الطويلة وانتمائه لأول نواة تبنت العمل الإرهابي بالجزائر، وتهديده لباقي قيادات التنظيم. ونقلت مراجع ''النهار'' أنه ومنذ اشتعال وتدهور الأوضاع في كل من تونس وليبيا، ساهم الإرهابي أبو الخباب بشكل كبير في إلحاق الإرهابيين التونسيين والليبيين الذين كانوا ينشطون ضمن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، إلى بلدانهم الأصلية، بهدف توسيع رقعة التنظيم الإرهابي بكل من المغرب العربي ومنطقة الساحل، كما أراد أن يغتنم الفرصة لتزويد رفقائه بالأسلحة والذخيرة القادمة من الأراضي الليبية، وهي المهمة التي قادته إلى مدينة وادي سوف، أين تم القضاء عليه من قبل أجهزة الأمن المختصة بتاريخ 4 ديسمبر الجاري، في عملية وصفت بالنوعية، بالنظر إلى نجاحها وتمكنها من الإطاحة بأحد أخطر الإرهابيين المطلوبين. عرف من الدراسة الثانوية بميله للفكر ''الجهادي'' هذا هو أبو الخباب وهكذا نكّل بمواطنين عزّل وقتل العشرات من العسكر الاسم نقية محمد البشير الكنية عبد الحق أبو الخباب، تاريخ الميلاد العام 1968، من أخطر الإرهابيين المبحوثين منذ التسعينات، كان وراء تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن والمواطنين العزل، ينحدر من بلدة قمار بولاية وادي سوف، حامل لمستوى السنة الثالثة ثانوي، كان يعمل مساعد بناء بعد تركة مقاعد الدراسة، غير أن ما لوحظ عليه في تلك الفترة، هو ميوله الجهادي وتعاطفه مع حزب ''الجبهة الإسلامية للإنقاذ'' المحل. وبحسب المعطيات المتوفرة لدى ''النهار''؛ فإن تلك الفترة عرفت ظهور خلية تضم العديد من الشباب الحاملين للفكر ''الجهادي'' والمتعاطفين مع الحزب المحل على مستوى منطقة قمار، قام الإرهابي المسمى عيسى مسعودي والمكنى الطيب الأفغاني بالإشراف على تأطير المنتمين للخلية وتدريبهم وتكوينهم تحضيرا لبداية العمل المسلح، وكان من بين عناصر الخلية المدعو أبو الخباب، وكان أول توقيف للإرهابي أبو الخباب، عقب تنفيذ أول عملية إرهابية ضد ثكنة عسكرية بڤمار في 21 نوفمبر العام 1991، حيث قامت مصالح الأمن وفي إطار تحقيقاتها، بتوقيف كل عناصر الخلية السالفة الذكر، والتي كان من ضمن الموقوفين بها ''أبو الخباب''، أين تم تقديمهم أمام الجهات القضائية التي أمرت بإيداعهم سجن تازولت بباتنة، غير أنّه وفي العام 1994 تمكن أبو الخباب من الفرار رفقة مئات الفارين من المساجين المتورطين في قضايا إرهابية، أين التحق في أعقاب الفرار بجبال عين كرشة بأم البواقي، ومنها إلى جبل تاغدة بباتنة، أين كان يعتبر الذراع الأيمن للإرهابي نبيل صحراوي الذي كان أميرا للمنطقة الخامسة سابقا التي كانت تضم كلا من منطقة بوطالب، باتنة، أم البواقي، خنشلة وتبسة، أين شغل عدة مسؤوليات في المنطقة الخامسة للجماعة الإسلامية المسلحة، ثم في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ومن أهمها أميرا لكتيبة تاغدة، ووستيلي ومستخلفا لإمارة المنطقة الخامسة. وبعد تولي الإرهابي عماري صايفي المكنى عبد الرزاق البارا الموجود حاليا رهن السجن في عدة قضايا إرهابية، إمارة المنطقة الخامسة سابقا ''منطقة الجنوب حاليا'' للجماعة السلفية للدعوة والقتال، قام بتعيين الإرهابي نقية محمد البشير مستخلفا له، حيث كان يلازمه في جميع تحركاته ويشاركه في تنفيذ جميع العمليات الإرهابية، حيث شارك في تنفيذ الكمين الذي نصب ضد قوة من قوات الجيش الوطني الشعبي بباتنة، وراح ضحيته العشرات من العسكريين، كما شارك في كمين ضد قافلة عسكرية كانت متوجهة إلى ثكنة الدكان بتبسة، راح ضحيته أيضا العديد من العسكريين، بالإضافة إلى الاعتداء على مركز حدودي بتونس. ''أبو الخباب'' استخلف ''البارا'' وشارك في اعتداء المغيطي واختطاف النمساويين وحسب المعلومات المتوفرة لدى ''النهار'' عن جرائم الإرهابي أبو الخباب، الذي قضت عليه قوات الأمن في كمين محكم مطلع الشهر الجاري في أحد أسواق وادي سوف، فإنّ هذا الأخير كلفه عبد الرزاق ''البارا'' العام 2002 باستقبال ونقل الإرهابي اليمني أبو محمد من مالي إلى الجبل الأبيض بتبسة، ومن ثمّ إلى باتنة في إطار التحضير لانضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة، قبل أن يتم القضاء عليه بنفس المنطقة. وتضيف المعطيات المتوفرة أنّه وفي عام 2003، تم تعيين الإرهابي عبد الحق أبو الخباب على رأس المنطقة الخامسة، وذلك بعد مغادرة الإرهابي عبد الرزاق البارا للمنطقة، في إطار توجهه إلى الجنوب على رأس جماعة إرهابية تابعة لكتيبة طارق بن زياد التي تنشط حاليا بالساحل الصحراوي تحت إمرة الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، حيث قام أبو الخباب بإعادة ترتيب الأمور، بعد إلقاء القبض على ''البارا''، وبتكليف من إمارة التنظيم الإرهابي أصبح يشرف على التنسيق بين الشمال والجنوب والتموين بالأسلحة والذخائر وكذا عملية اختطاف السياح الأجانب وهي الإستراتيجية المتبعة من قبل تنظيم القاعدة، وقد شارك أبو الخباب خلال العام 2005 في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف ثكنة المغيطي بموريتانيا، كما قام باختطاف سائحين نمساويين بالأراضي التونسية وحولهما إلى شمال مالي، ليتم فيما بعد إطلاق سراحهما مقابل فدية، كما شارك أيضا في تنفيذ الكمين الذي استهدف عناصر حرس الحدود بالوادي والذي راح ضحيته 7 عناصر، بالإضافة إلى إشرافه ومشاركته في اغتيال العديد من المواطنين العزل بالجبل الأبيض وجارش وبوجلال والدرومون بتبسة وذلك بمجرد الشك في تعاملهم مع مصالح الأمن، رغم أن جميعهم كانوا صيادين أو رعاة. الصراعات الداخلية تفجر ''السلفية وتخرج ''جماعة الجهاد والتوحيد'' من عباءة السلفية هكذا قضت الوشاية على المادة الرمادية لتنظيم دروكدال مكنت الصراعات الداخلية على المناصب والزعامات في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من حصد عدد كبير من الرؤوس المهمّة في التنظيم الإرهابي، وهي رؤوس توصف بالمادة الرمادية للتنظيم، بالنظر إلى أهميتها وقيمتها في السلم القيادي للتنظيم الإجرامي، وكان آخر ضحية للخيانة الداخلية التي اختار أصحابها العمل لفائدة مصالح الأمن، سواء لعدم اقتناعهم بالعمل المسلح، أو لرفضهم الطريقة التي يسير بها التنظيم أو لتحقيق مصالح خاصة بهم، الإرهابي المدعو ''أبو الخباب'' الذي تم القضاء عليه. عمليات الوشاية الداخلية التي نخرت بقايا التنظيم الإرهابي تمت حتى من قبل قيادات سابقة، على غرار ما حدث مع أمير كتيبة الفتح الإرهابي الخطير عمر بن تيطراوي، المدعو يحيى أبو خيثمة الذي قضت عليه مصالح الأمن الوطني في عملية نوعية العام 2009، بناء على معلومات مؤكدة قدمها ''رفيق'' سابق له، كان قد سلم نفسه قبل أيام من القضاء على هذا الأخير، ويتعلق الأمر ب ''علي بن تواتي'' المدعو أمين أبو تميم أمير كتيبة الأنصار، ''بوهر مراد'' المكنى ''أبو تراب''، أمير سرية برج منايل العمود الفقري للتنظيم الإرهابي على مستوى المنطقة الثانية التي كانت إلى وقت قريب، القوة الضاربة في التنظيم الإرهابي، هو الآخر تم القضاء عليه شهر مارس العام الجاري، بالمنطقة المسماة ''ثالة بفريذ''، التابعة إقليميا لبلدية برج منايل، خلال كمين أمني نصب له بعد ورود معلومات أمنية تفيد بتحركات مشبوهة لهذا الأخير بالمنطقة، كما تمكنت قوات الأمن في عملية ناجحة، من القضاء على قيادي بارز ضمن ''الجماعة السّلفية للدعوة والقتال'' نهاية العام 2010، ويتعلق الأمر بالإرهابي عبد المؤمن رشيد المعروف باسم ''حذيفة أبو يونس''، رئيس الهيئة العسكرية للتنظيم الإرهابي والأمير السابق لمنطقة الوسط، حيث هلك في هذه العملية أيضا أمير ''كتيبة علي بن أبي طالب'' التابعة للهيكل الجديد المسمى ''جند الأنصار'' لمنطقة الوسط، وتم في نفس العملية القضاء على سائقهم، وذلك بناء على معلومات قدمها تائبون نقلا عن عناصر كانت مازالت تنشط ضمن التنظيم الإرهابي، وهي الطريقة نفسها التي تم القضاء من خلالها على أخطر الإرهابيين على غرار الإرهابي سعداوي عبد الحميد المدعو ''يحيى أبو الهيثم'' وخليفته ''زهير حارك'' المدعو ''سفيان فصيلة'' المدعو ''أبي حيدرة''، الشأن نفسه بالنسبة للكثيرين على غرار القضاء على نوح أبو قتادة السلفي مسؤول التنسيق والربط وبلال النذير أبو عدنان، إضافة إلى حارك سفيان، وبحسب متتبعين للملف الأمني؛ فإن أجهزة مكافحة الإرهاب استفادت كثيرا من الصراعات الداخلية على الزعامة وتوزيع الغنائم والمناصب، ممّا دفع العديد من القيادات إلى تسريب معلومات سرية للغاية، إلى عناصر الدعم لتسريبها بدورها إلى مصالح الأمن، من أجل تصفية العناصر التي لا تشكل اتفاقا مع الجماعات الإرهابية التي ينتمون إليها، ولعل آخر ما نتج عن هذه الصراعات، هو الانشقاق الذي مسّ هرم التنظيم الإرهابي بظهور جماعة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا التي أعلنت انشقاقها عن القاعدة وتبنت اختطاف الرعايا الأوروبيين المختطفين شهر أكتوبر المنصرم، معلنة خروجها عن عباءة التنظيم الإرهابي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الناشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال. عائلة ''الأمير أبو الخباب'' تتسلم جثته لدفنها بالوادي تسلمت أول أمس، عائلة الإرهابي الخطير الأمير أبو الخباب واسمه الحقيقي محمد نقية، جثته بعد موافقة الجهات الأمنية المختصة على مستوى ولاية الوادي تسليمه من أجل دفنها. وحسب معلومات ''النهار''، فإن والده وشقيقه تمكنا من التعرف عليه بمجرد رؤيته من خلال وشم على يده اليسرى وحرق على مستوى الكتف وبعد قيامهما من التوقيع على وثيقة التسليم، تم أخذ الجثة التي تم دفنها، وكان الأمير أبو الخباب المقضى عليه في عملية نفذتها فرقة أمنية مختصة في مكافحة الإرهاب، تمت على مستوى وسط مدينة الوادي بالقرب من السوق المركزي، حيث تم مراقبته وملاحقته إلى غاية القضاء عليه. ويعتبر من أبرز الأمراء الناشطين في التنظيم الدموي على مستوى الجهة الشرقية والجنوبية للوطن، حيث كان يتخذ من جبال أم الكماكم، الأبيض، وبوموسى بتبسة مركزا لنشاطه رفقة جماعة تنتمي إلى كتيبة الفتح المبين التي قامت على مدار سنوات طويلة بإلحاق الكثير من الأذى لسكان المناطق المعزولة والريفية، وتسببت في مقتل العشرات وإعاقتهم، إثر عمليات زرع الألغام وإقامة الحواجز المزيفة.