أعلن معارضون سوريون عن تشكيل أول كتيبة "مسيحية" مسلحة تابعة للجيش السوري الحر في ريف دمشق حملت اسم (أنصار الله) هدفها الدفاع عن المدنيين ومقارعة قوات النظام السوري بهدف إسقاطه وفي بيان التشكيل الذي بثّه ناشطون عبر الانترنيت، ظهر مجموعة من المقاتلين يلبس بعضهم اللباس العسكري وبعضهم الآخر بلباس شبه عسكري ويحملون بنادق آلية، وقرأ أحدهم بياناً قال فيه "المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وفي الناس مسرة، نحن شباب الثورة من الديانة المسيحية نعلن عن تشكيل كتيبة أنصار الله في الريف الدمشقي لنكون بذلك الجند الأوفياء المدافعين عن أرضنا مع أشقائنا وشركائنا المسلمين في هذا الوطن الذي لا يعرف الفرقة ولا الطائفية إلا بلسان هذا النظام الفاسد، وبعد أن رأينا أن هذا النظام لا يقيم لله مجده ولا يمت للسلام بصلة عاهدنا على أنفسنا أن لا نعود لكنائسنا التي دنسها النظام حتى يتم تحرير أرضنا من هذه العصابة الطاغية، ونطلب من الرب أن يُنقّينا من أخطائنا، وندعو كل السوريين إلى المحبة والتسامح فيما بينهم ليكون النصر حليفنا، عاشت سورية حرة أبية" حسب البيان وقالت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، إن هذه المجموعة من المسيحيين السوريين ستكون تابعة للقيادة المشتركة للجيش الحر، وستشارك في الدفاع عن المدنيين في المناطق التي شُكّلت فيها وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يُعلَن فيها عن تشكيل كتيبة ثورية مسلّحة يُعلن أعضائها أنهم مسيحيون بشكل واضح، فيما تؤكد المعارضة السورية أن كتائب الجيش السوري الحر المختلفة تضم المئات من المسيحيين من مختلف أنحاء سورية يقاتلون إلى جانب المسلمين وغيرهم من الطوائف ضد قوات النظام الأمنية والعسكرية بهدف إسقاطه ورحّبت القيادة المشتركة للجيش الحر بهذه الكتيبة واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح، وأن تشكيل مثل هذه الكتيبة هو تأكيد على أن الثورة السورية "هي ثورة كل السوريين ودحراً لكل أكاذيب الأسد وعصاباته ومؤامراته على مكونات الشعب السوري المتمسك بوحدته الوطنية والترابية"، ودعت جميع السوريين إلى التوحد لتحرير سورية ممن أسمتهم "العصابة الحاكمة"، وإلى "عدم الالتفات إلى دعوات الانقسام والفرقة التي يحاول نظام الأسد بثها بين صفوف الشعب السوري للعمل على إشعال نيران الحرب الطائفية"، وأشارت إلى أن جميع السوريين "متساوين في كل الحقوق والواجبات"، وأن "سورية ما بعد الأسد ستتسع لكافة الآراء والمذاهب والديانات، وسيكون الفيصل الوحيد في تعامل الجميع هو القانون" حسب قولها وتتهم المعارضة السورية النظام بالسعي منذ اندلاع الثورة ضده، إلى بث خطاب تخويفي داخل صفوف المسيحيين السوريين كي لا ينضمّوا إلى الحراك الشعبي، وتقول إن النظام يلعب بورقة الطائفية لإجهاض الثورة ويعيش في سورية نحو مليوني مسيحي، أي ما يقارب 8% من سكان سورية، وينحدرون من أصول عرقية وقومية مختلفة، ويتوزعون على 12 طائفة أو مذهب كنسي، وبسبب التنوع في المجتمع المسيحي السوري وعدم تجانسه السياسي والفكري، لا يمكن الحديث عن رؤية مسيحية واحدة للأزمة السورية، لكن عموماً يمكن القول إن الشارع المسيحي متعاطف إلى حد كبير مع الثورة السورية ويشارك بها بشكل مقبول لكنها مشاركة حذرة ومترقبة وتشير بعض الأوساط المسيحية في سورية إلى وجود مخاوف وهواجس لدى المسيحيين من المستقبل، وتشدد على ضرورة معرفة موقف الحراك الثوري من قضية هوية الدولة وضمان تحييد الدين عن السياسية، وتؤكد على ضرورة أن يقوم المسلمون بتطمينات تضمن لهم مستقبل سياسي وثقافي يليق بوزنهم التاريخي في النظام السياسي المقبل