حذّرت مصالح الدرك الوطني من محاولات اختراق شبكات تهريب المخدرات لمواكب أعراس الجزائريين، كطريقة للإفلات من الرقابة المفروضة على مراكز المراقبة ومنافذ المهرّبين على مستوى الطرقات البرية. شنّ الدرك الوطني لولاية تلمسان عملية مداهمات واسعة، قسمت على ثلاث مناطق، شملت الأولى عاصمة الولاية، والثانية المقاطعة الإدارية للرمشي، والثالثة دائرة مغنية الحدودية مع المغرب. ورافقت ''الخبر'' مداهمات عناصر الدرك الوطني التي اخترقت أحياء ومناطق معروفة بانتشار الاعتداءات والجريمة فيها بشكل كبير، فكانت البداية من غابة هضبة ''لالة ستي'' بأعالي تلمسان، حيث تمكنت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني من إلقاء القبض على أربعة أشخاص، من بينهم قاصر، يعتدون على الطلبة الجامعيين باستعمال الأسلحة البيضاء، وهي العملية التي استغرقت، حسبما صرّح به قائد الكتيبة النقيب حشفة محمد ل''الخبر''، خمسة أيام من التحريات لتوقيفهم، حيث أمر وكيل الجمهورية بإيداعهم الحبس. وفي الطريق إلى منطقة شتوان، تلقى عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بشتوان معلومات عن اختراق سيارة سوداء، من نوع ''مرسيدس''، لأحد مواكب الأعراس، كانت محمّلة بالمخدرات وعلى متنها نساء. لتتنقل الكتيبة بعدها إلى المكان الذي يحتمل فيه العثور على السيارة، وأقاموا نقطة مراقبة بحي اوزيدان، وتم إخضاع سيارة تنطبق عليها مواصفات المركبة المشبوهة لتفتيش دقيق، لكن دون العثور على المخدرات. ولم تمرّ سوى دقائق قليلة حتى عاد موكب العرس، وبالفعل، كانت وسطه سيارتان من نوع مرسيدس ذات لون أسود، لكن لم تخضعا للتفتيش. ويعود السبب، حسب قائد الكتيبة النقيب حشفة محمد في حديث ل''الخبر''، إلى تفادي إحداث فوضى من قبل أصحاب الموكب، لاسيما منهم النساء. ولم يخف ذات المتحدث احتمال اختراق شبكات التهريب والمتاجرة بالمخدرات لمواكب الأعراس، محذرا المواطنين من توخي الحذر والحيطة من اقتحام الغرباء لمواكبهم. كما تعمد ذات الشبكات إلى استعمال الجنس اللطيف، من خلال تجهيز النساء بالملابس الفاخرة لرفع الشبهة، في طريقة يصعب التعرّف على السيارة المشبوهة التي تخترق مواكب الأعراس. بارونة تحاول تفجير نفسها إقحام النساء ضمن شبكات تهريب المخدرات عرف ارتفاعا قياسيا في الآونة الأخيرة، لاعتبارها طريقة تدخل في إطار الاستراتيجية الجديدة التي تبناها بارونات الكيف المعالج على مستوى الغرب الجزائري، وبالتحديد تلمسان، حيث تمكنت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالرمشي من توقيف عجوز في السبعين من عمرها، تدعى ''الحاجة ميمونة''، متورطة في ترويج المخدرات والمشروبات الكحولية في منزلها، وتجنّد أحفادها، وهم أطفال صغار، للقيام بمراقبة المنزل من دوريات الدرك الوطني. واسترجعت عناصر الدرك الوطني كميات معتبرة من المخدرات وقارورات الخمر. وفي مغنية، كانت العملية صعبة لعناصر الدرك الوطني، الذين وجدوا أنفسهم في ''ورطة'' أمام محاولة سيدة في الخمسين من عمرها تفجير نفسها باستعمال قارورة غاز البوتان، بعدما اقتحموا منزلها بأمر من وكيل الجمهورية، لتورطها في بيع المخدرات والمشروبات الكحولية، حيث استرجعت ما قيمته 12 مليون سنتيم. وفي آخر عملية، قامت مصالح الدرك الوطني بتلمسان، أمس، بتوقيف سيدة عجوز في السبعين من عمرها، بصدد تهريب كميات من الألبسة والأحذية على متن سيارة أجرة.