منحت فرنسا دفعة أسلحة جديدة لحلفائها في دول الساحل، تمهيدا لنشر قوات إفريقية في إقليم أزواد شمالي مالي. وقال مصدر أمني رفيع إن ساعة الصفر التي تحدد التدخل العسكري في شمال مالي تقترب، وأن تحديدها هو شأن فرنسي. قالت مصادر أمنية إن قادة عسكريين فرنسيين ومن دول غربية وضعوا مؤخرا مخطط التدخل وانتشار القوة الإفريقية في شمال مالي، بالسيطرة على التجمعات السكنية والمدن الكبرى في إقليم أزواد وطرد الجماعات المسلحة إلى خارج المدن وإنهاكها بعد ذلك، ونقلت الدفعة الأولى من التجهيزات العسكرية الفرنسية قرب مدينة دوري شمالي بوركينافاسو قرب الحدود مع النيجر، وكانت قادمة من السينغال في عشرات الشاحنات المقطورة، ونقلت شحنة السلاح من قاعدة عسكرية فرنسية في السينغال، وتضم التجهيزات أسلحة خفيفة وعربات مصفحة وأجهزة اتصال ومدافع ميدان. وكشف مصدر على صلة بجهود مكافحة الإرهاب في الساحل بأن قيمة المساعدة العسكرية الفرنسية تفوق 80 مليون أورو، على اعتبار عدد الشاحنات الكبير الذي عبر الحدود. ويكون وزير الدفاع الفرنسي قد تعهد بمنحها للنيجر بصفة عاجلة، في انتظار إقناع حلفاء فرنسا الأوروبيين، خاصة ألمانيا، بتقديم مساعدات عسكرية وأمنية، وتنوي إسبانيا وإيطاليا إمداد قوة التدخل الإفريقية والجيش المالي بمعدات وسيارات رباعية الدفع. وكشف مصدرنا بأن قافلة الشاحنات التي عبرت الحدود تحمل معها تجهيزات لسلاح الهندسة بالجيش الفرنسي، الذي يعد دراسة فنية لإقامة قاعدة عسكرية فرنسية في شمال أو وسط مالي، مباشرة بعد سيطر القوة الإفريقية على المنطقة. وتعد هذه الدفعة من المساعدات العسكرية الثانية التي حصلت عليها دول غرب إفريقيا في الأسابيع الأخيرة. وسيكون على القوة الإفريقية السيطرة على إقليم تفوق مساحته مساحة فرنسا، ما يعني استحالة التصدي للتهديدات الأمنية التي يمثلها الإرهابيون في الصحراء والجماعات المسلحة. وتشارك قوة خاصة فرنسية، منذ أيام، في تمرين عسكري مع عسكريين من جيوش موريتانيا والنيجر في منطقة قريبة من الحدود المشتركة بين النيجر ومالي، وشرعت قوة فرنسية خاصة عددها قد يصل، حسب مصدر عليم، إلى 200 جندي وضابط، مجهزة بعربات خفيفة وأجهزة متطورة، في تدريبات قتالية ميدانية. وفي السياق، كشف مصدر عليم بأن قوات خاصة فرنسية قدمت من دولة إفريقية، يرجح أن تكون السينغال أو تشاد، قد شاركت منذ يوم 8 مارس الماضي في تمارين قتالية مع وحدات من الجيش الموريتاني والجيش النيجري، تضمنت مطاردة جماعة مسلحة في الصحراء على مسافة طويلة وتطويقها، واقتحام موقع محصن في الصحراء والتدخل ضد مسلحين فارين هاجوا حامية عسكرية، ومراقبة منطقة واسعة من الصحراء. وأكدت مصادرنا أن التدريبات الجارية حاليا هي جزء من اتفاق سابق بين حكومات ''إكواس''، المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وباريس، للتعاون العسكري، وتهدف لتحضير القوات الفرنسية من أجل التعود على ظروف قتال العصابات في الصحراء، كما تؤكد تحضير الدول الغربية للتدخل في إقليم أزواد، واستبعدت مصادرنا استقرار قوات فرنسية في موريتانيا.