تعدّ الجزائر سنويا ثلاثة آلاف إصابة بداء التهاب السحايا، ويطالب أخصائيو طب الأطفال بإدراج اللقاح ضده ضمن رزنامة التلقيحات التي يتلقاها الطفل منذ ولادته، مشيرين إلى أن التذرع بغلاء ثمنه (04 أورو للجرعة الواحدة) ليس مبرّرا لتجاهله. كشفت البروفيسور زهية عراضة، رئيسة مصلحة المواليد الجدد بمستشفى نفيسة حمو (بارني سابقا)، أن التهاب السحايا الناتج عن فيروس ''البنوموكوك''، يعدّ أخطر أنواع الفيروسات المنتشرة بالجزائر، مضيفة أنه يمس مئات الأطفال دون ال5 سنوات، ويتسبّب إما في موتهم أو في إعاقة دائمة لهم، لتؤكد أن الحلّ الوحيد للقضاء عليه، يكمن في اعتماد الجزائر للقاح المضاد له، والذي أوصت به المنظمة العالمية للصحة، خاصة أن نتائجه كانت مبهرة بالدول التي اعتمدته. كما أكدت البروفيسور عراضة على أن الحل يكمن في إدراج اللقاح المضاد له ضمن قائمة اللقاحات التي تحصيها الجزائر، وعددها 8 لقاحات، مضيفة أن أول لقاح خاص بالتهاب السحايا دخل الجزائر في أكتوبر ,2008 وهو المضاد لفيروس ال''بارا أنفلوانزا'' و''تمكننا بفضله من القضاء على الفيروس بنسبة 90 بالمائة''. وأوضحت نفس المتحدثة بأن المشكل المطروح، حاليا، يتمثل في الانتشار الواسع لالتهاب السحايا، الناتج عن فيروس البنوموكوك عند الأطفال دون سن الخامسة، مشيرة إلى أن هذا الفيروس يعدّ السبب الرئيسي لوفيات الرضع في العالم، علما بأننا نفتقر لحد الساعة للقاح المضاد له في الوقت الذي اعتمدته منذ ظهوره عام 2000 كل الدول الأوربية والولايات المتحدةالأمريكية، بعد ثبوت فعاليته في إنقاذ حياة آلاف الأطفال من الموت أو الإعاقة المؤكدة. أما عن مضاعفات الفيروس وخطره على صحة الأطفال، فأوضحت البروفيسور عراضة بأن الموت هو أقصى المضاعفات التي لا نتمنى أن تتمكن من المصابين بالفيروس، معترفة بعجز الأطباء أمام مئات حالات الإصابة ب''البنوموكوك'' المسجلة سنويا، والتي لا يملكون معها حلا، حيث يعمدون فور وصول الصغير في حالة حمى وهذيان، تقول محدثتنا، إلى اعتماد العلاج الفوري بالمضادات الحيوية، وترقب الحالة خلال 3 إلى 4 أيام. فإن استجاب الصغير، أتموا العلاج حتى 10 أو 15 يوما، أما إن ثبت تمكّن الفيروس منه، فإن الموت هو المنتظر، أو إعاقة حركية بنسبة 100 بالمائة، أو صمما تاما.