بقدر ما سعدت بالمستوى الذي ناقش به بعض القراء ما ورد في عمودي الأخير، مثل القارئ عزوز والقارئ بلقاسم، بقدر ما هالني بعض ما ورد بأقلام قراء آخرين، من أمثال ذلك الذي تمنى لو كان نائبا عاما، يسجنني ويسجن طاقم ''الخبر'' وحتى القراء ثم يستقيل! أو ذلك القارئ الذي رأى أنني ''غول'' جديد، سلطني النظام على القراء المحبين للتغيير، لكشفهم تماما مثلما فعل غول في رجال السياسة والأحزاب..! إلى هذا الحد وصل الخوف.. خوف الجزائري من الجزائري الآخر، أن يكون عميلا للنظام وآلة نظامية تحترق بها الإرادات الخيّرة لصالح مفسدي النظام. ما قاله هذا القارئ بخصوص الشك مسألة صحيحة ومفزعة.. فالنظام أصبح آلة لإفساد علاقة أي شيء بأي شيء آخر. أنا بالفعل، لست أحسن من غول مثلا الذي استخدمه النظام لإفساد الحياة السياسية أو إفساد ما تبقى من الحياة السياسية.. فقد أنشأ غول حزبه ''تاج'' وأوحى للناس بأنه حزب السلطة.. فقام كل الانتهازيين في الأحزاب، من الأرندي إلى الأفالان إلى حمس إلى بقية الأحزاب الأخرى، بالهرولة إلى هذا الحزب قبل أن يخلق، لأن الولاة كأداة للسلطة قالوا لبعض الناس.. إن هذا التاج هو حزب السلطة القادم وإن غول هو رئيس الحكومة وهو رئيس الجزائر القادم.. ووقع تزاحم كبير بين الانتهازيين من مختلف الأحزاب للظفر بقيادات هذا الحزب. وفجأة وبعد أن امتلأ الحزب عن آخره بالانتهازيين قبل أن يولد، أوحي إليه بأن لا يشارك في المحليات..! والطريف في الأمر أنه أبرق إلى هيئاته الحزبية في الولايات، يقول لهم: أوقفوا عملية الترشيح.! وسيأتيكم قرار التوقيف بصفة رسمية فيما بعد.! واستجاب الانتهازيون الذين هرولوا لهذا الحزب لما طلبه غول في سابقة خطيرة وجميلة وهي إبعاد الانتهازيين والسراق بجمعية سياسية رائعة من طرف غول.. ويقال إنها تمت بتواطؤ من السلطة التي نظفت الأحزاب الأخرى بهذه العملية.! لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. هل مازالت السلطة تمارس نفس الممارسات في تكوين أحزاب السلطة..؟! وما مدى جدية هذه السلطة التي تكوّن أحزابا بمثل هذه المواصفات التي هي أسوأ من المواصفات التي تشكل بها ''الراندو'' قبل سنوات؟!. لو كانت السلطة في الجزائر تتمتع بالحد الأدنى من المسؤولية نحو الشعب والبلد، لسجنت كل قيادات هذه الأحزاب التي تبيع نهارا جهارا مقاعد البرلمان ومقاعد البلديات والولايات؟! إذا كان النظام بمثل هذا السوء والخبث والرداءة والفساد، أليس القارئ الكريم الذي شك في نزاهة ما أكتبه أنا هنا، على حق؟! من يضمن أنني لست مثل غول، أعمل لحساب نظام الفساد، لكشف ما يفكر فيه أمثال بلقاسم من باتنة وعزوز من الجزائر؟ الشك أمر مشروع في هذا الجو الموبوء.! [email protected]