غول يصطاد أهم مناضليه في الحزب الجديد من قدماء ضباط الجيش المتقاعدين، ويقدّم نفسه وحزبه لهؤلاء على أنه مكلّف من طرف العسكر كي يجمع أشتات هؤلاء الضباط ويكون منهم حزبا... خاصة وأن الضباط المتقاعدين تكاثروا في السنوات الأخيرة ولم يعد الراندو والأفالان يسعان انخراطاتهم في هذين الحزبين.. فحتى عهد قريب كانت الأفالان هي الحظيرة المؤهلة لرمي قدماء الجيش.. وتلاها بعد ذلك حزب الراندو وها هي الآن حظيرة أخرى ينشئها غول لاستيعاب ما أصبح غير صالح للاستعمال في مؤسسة الجيش.! ومعنى هذا الكلام أن حزب غول لن يخرج عن سياق نظرية الأفة والراندو في علاقتهما بالعسكر والسلطة الفعلية! من جهة أخرى، يقوم غول باصطياد المناضلين أيضا من صفوف الجامعات ورجال الثقافة والإعلام ولجان المساندة لبرنامج الرئيس ويدعي أنه كلّف بذلك من طرف شقيق الرئيس.! ولهذا يطلق على حزبه صفة أنه من الأحزاب التقدمية وليس الإسلامية، لأنه بذلك يأمل في استقطاب الذين يعرفهم شقيق الرئيس في لجان المساندة وخاصة اليسار! غرابة حزب غول ليست في جمع بقايا حزب حمس (الإسلامي) بل الغرابة في القول إن حزب ''تاج'' الغول هو حزب تقدمي وربما تروتسكي أيضا! تزلفا إلى شقيق الرئيس.! وهنا يطرح السؤال: لماذا لم ينضم غول إلى لويزة حنون مادامت هذه قناعته السياسية؟! هذه الشكشوكة السياسية في حزب ''تاج الغول'' تطرح قضية الانتهازية والقابلية للمركوبية من طرف السلطة لكل أو جل الأحزاب العاملة والمنشأة حديثا.! غول يصطاد أيضا المناضلين في صفوف رجال المال والأعمال من أمثال رجل الأعمال الشهير حداد الذي حفر جميع ''غيران'' غول في العاصمة وغير العاصمة وله صولات وجولات في مشروع الطريق السيار ''شرق غرب''. ومن أمثال رجل الأعمال المختص في الصيد البحري، والذي مكّنه غول من ذلك عندما كان وزيرا للصيد البحري ''تاج حدو''! إضافة إلى مهمات أخرى مع الصينيين! ولا يستبعد أن يكون غول قد أطلق اسم ''تاج'' على حزبه تيمّنا بهذا الصياد الماهر في أعالي البحار ''تاج حدو''! لأن أفضاله على الحزب ستكون كبيرة! ولكم بعد هذا أن تتساءلوا عن جدية هذه السلطة التي ترى أن تكوين حزب سياسي من بقايا العسكر ورجال المال والتروتسكيين وبقايا الانتهازيين الاسلاميين يمكن أن يعطي شيئا سياسيا، كل هذا يعكس مستوى العبث السياسي الذي وصلت إليه البلاد.!ئ؟ [email protected]