عندما ولد حزب الأرندي في التسعينيات كانت تركيبته أساسا من ''الديشي'' الأفلاني، حيث ضم هذا الحزب كل الانتهازيين الذين اختلفوا مع مهري في الموقف من السلطة تماما مثلما يحدث الآن لحزب ''تاج'' لصاحبه غول في خلافه مع حمس في الموقف من السلطة.! لكن حمس نفسها عندما ولدت في بداية التسعينيات كانت حزب ''الديشي'' الذي أفرزه الفيس مبكرا في الموقف من السلطة. حزب ''تاج الغول'' هو إذن ''ديشي الديشي'' للفيس المحل حتى ولو تملص من فكرة الإسلام السياسي.! وإذا كان الراندو ولد بشلاغمه كما قيل وقتها: فإن حزب ''تاج الغول'' ولد بأبنائه، فقد قال مؤسسوه:''إنه بإمكانهم تكوين كتلة برلمانية من النواب الملتحقين بحزب تاج وهي نظرية غريبة في العلوم السياسية وهي أن يصل الحزب للحكم قبل أن يولد! هل شاهدتم رداءة سياسية أسوأ من هذه التي تجري في الجزائر؟! مضحكات حزب ''تاج الغول'' هو أنه يطرح نفسه أن يكون تاجا على رأس الجزائر! ولو قال: إنه يريد أن يكون ''رصنا'' تقاد به الجزائر لكان تعبيره دقيقا.! أو على الأقل ''عقالا'' على رأس الجزائر المخلجة! أمريكا يحكمها حزبان واحد فيل.. والآخر حمار كدلالة على أن هذان الحزبان يخدمان الشعب الأمريكي واحد بكفاءة الفيل وقوته والثاني بصبر الحمار.! أما عندنا فالحزب يتغول بالسلطة على الجزائريين قبل أن يولد.! ويضع نفسه تاجا فوق الشعب.! لأن أصحابه يعيشون في الحكم بعقلية الأمراء وليس الوزراء؟! قالوا إن حزب ''تاج الغول'' يعرف طوفانا من ''المناضلين'' الذين يريدون الانخراط فيه! وهذا في حد ذاته يدل على أن الحياة السياسية في البلاد أصبحت الانتهازية والرداءة تشكل فيها الأغلبية الساحقة وتتحالف مع الانتهازية والرداءة تشكيلة أخرى تسمى الفساد وهو الثلاثي الذي سيشل التحالف الرئاسي القادم ويحل محل التحالف الرئاسي القائم.! حزب غول يشبه في شعبيته شعبية الحكم بالمسيرات العفوية التي شهدناها في التسعينيات! فها نحن بعد 15 سنة نصل إلى نظرية الأحزاب السياسية العفوية على شاكلة المسيرات العفوية؟! ومازال الانحطاط السياسي متواصلا؟! لست أدري كيف يكون ''حزب تاج الغول'' صوت الضعفاء وهو يطرح نفسه تاجا فوقهم وليس نعلا أو ظهرا سياسيا يركبه الشعب إلى السلطة؟! وما أجمل أن يولد صوت الضعفاء في نزل من 5 نجوم اسمه الشيراطون؟! وما أجمل أن يكون الحزب هذا ضمير الشرفاء الذين يجتمعون في الشيراطون وليس في مزرعة أو معمل أو مدرسة أو حتى جامعة؟! إنني أحس بأن الكلمات أصبحت عاجزة عن وصف هذه الرداءة السياسية التي تجتاح البلاد وتنذر بشّر مستطير.! إنه كابوس سياسي في صورة أمل للجزائريين.!