لا تزال ثانويات البليدة مشلولة بعد اجتماع بين ممثلي المجلس الولائي ل''الكناباست'' واللجنة الوزارية التي فشلت في إقناع الأساتذة باستئناف العمل، ''لأنها لم تحمل أي التزام رسمي وموقع''، تماما مثلما حصل في البويرة، وبومرداس، حيث فتح ممثلو الوزارة تحقيقا في لجنة الخدمات الاجتماعية ، بسبب مشاكل متراكمة أدت إلى عودة الاحتجاجات إلى هذه الولايات. انتقد المجلس الوطني لأساتذة التعاليم الثانوي والتقني، عدم استجابة وزير التربية لندائه من أجل تنظيم جلسة عمل مستعجلة، لاحتواء موجة الاحتجاجات والإضرابات التي تضرب عدة ثانويات، خاصة بعدما أثبتت اللجان الوزارية التي أوفدت إلى عدد من الولايات، للتحقيق على مستوى الثانويات المشلولة، ''فشلها'' في إقناع الأساتذة بالعودة إلى مناصب عملهم، وعدم تقديمها لأي وثيقة رسمية تتضمن ما تم التوصل إليه خلال اللقاءات التي تم عقدها. ففي ولاية البليدة، نظم ممثلو فرع ''الكناباست'' اعتصاما أمس أمام مديرية التربية، بعد ''فشل'' اللقاء الذي جمعهم باللجنة الوزارية، ودام أكثر من أربع ساعات، حسب ممثل النقابة مسعود بوديبة، الذي قال بأن أعضاء هذه الأخيرة قدموا تطمينات شفوية إلى المحتجين دون أن يوقعوا على أي تعهد أو التزام رسمي. وحسب محدثنا، فإن المجلس الولائي للبليدة يطالب اليوم بمحضر رسمي موقع من الوالي، لأن الحل لمشاكلهم موجود على مستوى الخزينة والمراقب المالي، ما جعلهم يطالبون برزنامة أو جدول زمني يحدد آجال تسديد مستحقاتهم المالية. وفي البويرة، لا تزال اللجنة الوزارية تحقق في ملف الخدمات الاجتماعية المجمدة منذ 2008، وذلك منذ يومين، تبعا للقاء جمعها بممثلي المجلس الولائي، ووقفت أمس اللجنة على واقع القضية، حينما تنقلت إلى مقر لجنة الخدمات الاجتماعية الذي لا يزال في طور الإنجاز، وهو ما يرهن تسديد مستحقات أساتذة الولاية حسب بوديبة، ما لم تتحرك مصالح الوزارة لمعالجة المشكل. ليس هذا فقط يضيف، فثانويات الولاية تواجه مشكلا آخر أكثر تعقيدا، ويتعلق الأمر بمئات الأساتذة المتعاقدين الذين ألغى إدماجهم في فيفري الماضي، دون أن يتسلموا رواتبهم، إضافة إلى عدم صرف مستحقاتهم المالية الخاصة بحراسة امتحان البكالوريا، رغم أنهم يحوزون على شهادات كشوفات الرواتب. من جهتها، ستشهد جميع المؤسسات التربوية في ولاية بومرداس، بعد أقل من أسبوع، إضرابا عاما يشل جميع الأطوار، باتفاق بين نقابتي ''الكناباست'' و''الساتاف''، حيث تم الشروع في جمعيات على مستوى مختلف الابتدائيات والمتوسطات والثانويات، تحسبا لهذا الموعد. وقال مسعود بوديبة، بأن المشكل الرئيسي في هذه الولاية يتعلق بخلل قانوني في طريقة تسليم المهام بين هيكلي تسيير لجنة الخدمات الاجتماعية القديم والجديد، ما يرهن بداية عمل هذه الأخيرة، وبالتالي تجميد صرف أموال الموظفين، ما لم تتدخل وزارة التربية للفصل في القضية. من جهتها، تشهد ثانويات الجزائر غرب حالة غليان كبيرة، حيث دخل أساتذة ثانوية العاشور، في إضراب مفتوح، فيما التحقت ثانوية القرية في زرالدة أمس بالحركة الاحتجاجية، بسبب نقص فادح في التأطير ب15 أستاذا، مقابل عجز في المساعدين التربويين الذين لا يتجاوز عددهم الخمسة لحوالي 1600 تلميذ في ثانوية العاشور ما نتج عنه فوضى عارمة. وتواجه مديرية التربية أيضا حسبما جاء على لسان بوديبة، مشكلا حقيقيا بعد رفض أولياء التلاميذ التحاق أبنائهم بثانوية تسالة الجديدة، لغياب الآمن، حيث اعتصموا أمس أمام مقر المديرية للمطالبة بمعالجة الوضع.