كان لرحيل الموسيقار محمد بوليفة أثر كبير على نفوس أسرته ورفقائه، وأهل الفن على العموم، حيث أجمعوا على طيبته وتواضعه، كما اعترفوا له بالموهبة والتميّز كموسيقار، سعى إلى الدفاع عن الفن واللحن الجزائري الأصيل. محمد الصالح بوليفة الأخ الأكبر للراحل ''كان متفائلا بالحياة ولم ينتظر الموت'' قال محمد الصالح بوليفة، الأخ الأكبر للراحل: ''محمد بالنسبة لي ليس مجرد أخ، بل كان صديقا مقرّبا، يحمل كل الأوصاف، فهو شخص طيّب، كان حلمه الأول أن يوصل رسالة الفن في الجزائر ويدافع عن الفن الجزائري الأصيل، ويصل به إلى أبعد حلّ من الرقي والجمال. وقد حقق جزءا من الرسالة، وعلى الجيل الصاعد أن يتم ما بدأه''. وعن آخر ما تمناه المرحوم، يقول محمد الصالح: ''كان متفائلا بالحياة، ولم ينتظر الموت يوما رغم مرضه، حيث تدهورت صحته في الأسبوع الأخير''. أما عن علاقته بالجزائر، خاصة أنه لحن العديد من الأوبرات التي تمجدها، قال الأخ الأكبر: ''كان حلمه أن تكبر الجزائر وتتقدّم إلى أبعد الحدود، كان وطنيا ولم يتأخر يوما عن الجزائر، والدليل كل ما تركه من ألحان باسم الجزائر''. هيثم بوليفة نجل المرحوم ''كان يحثني على الدراسة والنجاح'' قال هيثم، أحد أبناء المرحوم، وهو يحبس دموعه بصعوبة: ''لم يكن مجرد أب، بل كان كل شيء بالنسبة لي، صديق وأب وأخ، وكم كان يسمعني ويخاف على العائلة ويحترم أبناءه، صغيرهم وكبيرهم''، مضيفا ''كان يشجعني على الدراسة خاصة، والنجاح فيها''. الشاعر سليمان جوادي رفيق عمر محمد بوليفة ''لم يبحث لا عن الشهرة ولا عن المال'' قال سليمان جوادي إن صداقته بالموسيقار محمد بوليفة تمتد إلى 37 سنة ''حاولنا خلالها أن نشكل ثنائيا فنيا استثنائيا للأغنية الجزائرية''، مضيفا ''كان حلم بوليفة أن يقدّم الأغنية الجزائرية الجميلة للعالم، وقد وفق في ذلك''، مؤكدا أن المرحوم لم يبحث يوما عن الشهرة ولا عن المال، ولو أراد ذلك، لحققهما معا''. مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي ''الفنان الوحيد الذي تحدّى فترة الإرهاب'' قال بن تركي إن علاقته ببوليفة كانت علاقة صداقة وعمل، كما أن الديوان الوطني للثقافة والإعلام هو المؤسسة التي فتحت له أبوابها لما رجع من العراق، كما أن أغلب أعماله وإبداعاته كانت مع الديوان، رفقة مجموعة لها باع في الفن، كالبرناوي ومحبوب باتي رحمهم الله. فقدنا رجلا من طينة الشريف قرطبي واسكندراني، وفقدناه دون تعويض. أغلب النصوص التي قدّمها له الأصدقاء صححها وأبقاها بأسمائهم، فقد كان كبيرا على الماديات، وهو فنان بأتم معنى الكلمة. وأضاف بن تركي أن الشيء الذي يجهله الكثيرون، ربما، هو أن بوليفة هو الفنان الوحيد الذي تحدّى الفترة التي كانت تعاني فيها الجزائر، وأنجز أعمالا كملحمة الجزائر في الذكرى الثلاثين للاستقلال سنة .1994 الفنانة زكية محمد ''كنت أول وآخر فنانة تعاملت معه'' قالت الفنانة زكية محمد إن الجزائر تلقت فاجعتين هذه السنة، فبعد وفاة أميرة الطرب العربي، وردة الجزائرية، أياما قبل ذكرى الخامس جويلية، يغادرنا محمد بوليفة قبل ذكرى أول نوفمبر التي حضّر لها عدة أغان وطنية. وأضافت زكية أنها كانت أول فنانة تعاملت معه بعد عودته من العراق، وآخر فنانة جمعها معه عمل بأغنية ''مزال عالية''، مختتمة كلامها بأن علاقتها مع بوليفة كانت عائلية أكثر منها فنية. الملحن قويدر بوزيان ''افتقدنا قامة من أعلام الموسيقى والفن في الجزائر'' اعتبر الفنان والملحن، الموسيقار قويدر بوزيان، أن الجزائر فقدت قامة من أعلام الفن والموسيقى، بعد رحيل بوليفة الذي اعتبره نعم الزميل والصديق، زيادة على أنه مبدع ومتقن وأديب وفنان ومخلص، كما أنه مرجع في الموسيقى الجزائرية. الفنان والشاعر يوسفي توفيق ''بوليفة قدّم الكثير للجزائر ولم تقدّم له الجزائر شيئا'' كان الفنان والشاعر يوسفي توفيق في قمة التأثر، وهو يتحدّث عن الراحل بوليفة الذي جمعته معه عدة أعمال فنية، معتبرا إياه صديقا وزميلا في الميدان الفني، مضيفا أنه إنسان رائع قدّم الكثير للجزائر والجزائر، للأسف، لم تقدّم له شيئا ''بكل صراحة، خسرننا واحدا من أبنائنا المخلصين''. الفنانة جهيدة ''كان يلمّ شمل الفنانين المغيّبين'' قالت جهيدة ''لقد فقدنا برحيل أستاذنا بوليفة موسيقارا وأخا وأبا، كان يتصل بي ويسأل عن سبب غيابي عن الساحة الفنية، ومعروف بلمّه لشمل الفنانين المغيّبين. خسارة كبيرة لنا، نحن الفنانين، برحيل هذا الرجل العظيم''. مدير المكتبة الوطنية عز الدين ميهوبي ''تعالى على المرض حتى يتجاوز محنته'' أكد عز الدين ميهوبي أن محمد بوليفة قامة فنية، وصديق الشعراء والمثقفين، وأكثر فنان قدم أعمالا فنية للشعراء الجزائريين، تعاملت معه عدّة مرات في أوبيرات ''حيزية'' و''قال الشهيد'' وعدة غنائيات، وكان من المفروض أن يجمعنا عمل مع المطربة الأردنية كارولين ماضي، إلا أن وفاته سبقت ذلك. كنا على تواصل أثناء فترة مرضه، وكان يتعالى على المرض ولا يتكلم إلا في الفن، حتى يتجاوز محنته، وقد فوجئت بوفاته.