شيّع، أمس، جثمان الموسيقار محمد بوليفة إلى مثواه الأخير بمقبرة فاريدي بالقبة، في الجزائر العاصمة، في جو مهيب، حيث نُقل على أكتاف أصدقائه وأهله وسط حضور فني ورسمي، تتقدّمهم وزيرة الثقافة ورفقاء دربه من فنانين وفنانات، بعد أن تم إلقاء النظرة الأخيرة عليه بقصر الثقافة مفدي زكريا. نقل جثمان الموسيقار وآخر عناقيد التلحين الأصيل، محمد بوليفة، إلى مثواه الأخير، بمقبرة فاريدي، بالقبة، في الجزائر العاصمة، بعد أن ألقى أهل الفن والثقافة نظرتهم الأخيرة عليه، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، وحضر المراسيم التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، عائلة الفنان من إخوته وأبنائه وجمع كبير من محبيه. وتوسّط نعش المرحوم محمد بوليفة الذي عزف آخر ألحان الحياة، أمسية السبت، القاعة الكبرى لقصر الثقافة، بالجزائر العاصمة، بينما وقف عدد من الفنانين رفقة وزيرة الثقافة خليدة تومي ومدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، والفنانة جهيدة وعبد القادر بن دعماش، إلى جانب بعض الفنانين ومنهم الشابة سهام ومحمد لعراف والغازي وسليمان جوادي وغيرهم، ليودّعوا رفيق الدرب وصديق الفن والفنانين، أحد أبرز المؤلّفين الموسيقيين في الجزائر، وأهم من وقف ضد الابتذال وتمييع الأغنية الجزائرية، وكافح من أجل الارتقاء بها رغم كل الظروف. كما اصطفّ أفراد من عائلة الفقيد في جانب آخر، تاركين المجال للجمهور للترحم على أب العود في الجزائر، وقد بدت علامات التأثر على الكثيرين بفقدانهم صديق وأخ تميز بالتواضع والطيبة، التي لا حدود لها، كما كان سندا وعونا للكثيرين، بنصائحه وتوجيهاته رغم أنه كان يفضّل العزلة والابتعاد على الناس، وكان لا يدخل في أي مشاكل أو قضايا، بل ركّز كل تفكيره وهمه على تطوير فنه والرقي بالأغنية واللحن الجزائري إلى مصاف العالمية. عاش الراحل بوليفة يسبقه حلمه الذي عاش من أجله وعمل على تحقيقه، حسب شهادات رفقاء الدرب، من سليمان جوادي، إلى الغازي وفوزية آيت الحاج، التي بكت مطولا لفقدانه، خاصة أن رحيله لم يتوقعه أحد، وهو الذي كان يحضّر للاحتفال بأول نوفمبر على طريقته بأغنية وطنية كما عوّد الجزائر دائما.