فقدت الجزائر أمس الموسيقار محمد بوليفة الذي انطفأ عن 57عاما بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة. ويعد رحيل محمد بوليفة خسارة كبيرة للساحة الموسيقية الجزائرية، العديد من الأعمال المهمة التي لحن فيها قصائد عربية من بينها قصيدة " بلادي أحبك " لشاعر الثورة مفدي زكريا والتي غنتها الفنانة وردة، حيث يعرف بارتباطه الشديد بالشعر و الأدب من خلال العديد من العلاقات الحميمية التي جمعته مع بعض الشعراء الجزائريين أمثال سليمان جوادي، عاشور فني، و غيرهم من الكتاب الذين لحن بعضا من قصائدهم في مزج جميل بين الشعر و الموسيقى، أما أكثر أغنية عرف بها فهي " ما قيمة الدنيا " التي لحنها و أداها بنفسه و التي حققت شهرة كبيرة. و يعتبر بوليفة الذي عمل لسنوات طويلة كأستاذ للموسيقى بمعهد برج الكيفان، من بين الفنانين القلائل في الجزائر الذين اهتموا بتلحين الأوبيرات بطريقة أكاديمية مسرحية، كأوبيرات " الشهيد و حيزية " و غيرها، أما الأصوات الغنائية التي تعامل معها خلال مشواره فكان ينتقيها بعناية و لحن لأسماء مميزة من الجيلين كالفنان يوسف توفيق، جهيدة ، بارودي بن خدة و نادية بارود، كما أعاد إحياء بعض الأغاني التراثية الجزائرية كأغنية " ماما لابسة الزرقاطي" التي أعاد تلحينها سنة 1975 بطريقته الخاصة.وترك رحيل بوليفة صدمة في الاوساط الثقافية والفنية التي كانت تنتظر الكثير من هذا الفنان المثقف والموهوب، الذي كان غيابه مفاجئا والذي ترك فراغا يصعب تعويضه.