وصول تعزيزات أمنية إلى المدينة من الولايات المجاورة الوالي في بيت العزاء: العقاب سيطال المتورطين إن ثبت ضلوع أحدهم في الوفاة تجددت الاشتباكات ظهر أمس، بين قوات الأمن والشبان الغاضبين في حي المنطقة الثامنة بمدينة معسكر، بعد أن عاشت مواجهات عنيفة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، إثر وفاة شاب مقبوض عليه من طرف الشرطة في مصلحة الاستعجالات لمستشفى مسلم الطيب. شهدت مدينة معسكر غليانا كبيرا، تسبب في عدم التحاق العديد من التلاميذ بمدارسهم، كما حصار المحتجون مركز الأمن الحضري الخامس، ورشقوه بالحجارة، قبل قدوم تعزيزات أمنية، وقام المحتجون بغلق الطريق المؤدي إلى حي المنطقة الثامنة، كما شلوا حركة المرور في الطريق المؤدي إلى وهران، وشهدت المدينة مطاردة أعوان الأمن بالزي المدني للمتظاهرين. وقد استنجدت مصالح ولاية معسكر، نهار أمس، بقوات التدخل السريع للأمن الوطني من ولايتي غليزان وتيارت، للمشاركة في تأمين المدينة، ولم يتم إلى غاية عصر أمس توقيف أي شخص. وعاشت المدينة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء ساعات من الرعب، على خلفية وفاة شاب داخل مصلحة الاستعجالات لمستشفى مسلم الطيب، الذي تم نقله إليه من قبل أعوان محافظة الشرطة المركزية بعد توقيفه في حدود السادسة و20 دقيقة أمام مقر مسكنه بشارع الإخوة بن فطة وسط مدينة معسكر. هذه الحادثة أثارت غضب مئات المواطنين والمتعاطفين مع الشاب، حيث توافدوا وقتها بكثافة على المستشفى للاطمئنان على حالته، اعتبارا من أنه تم نقله إليه حيا قبل مفارقته الحياة بعد حوالي نصف ساعة من وصوله إليه. غير أنه بعد انتشار نبأ وفاته، شرعوا في تحطيم أبواب ونوافذ مصلحة الاستعجالات، واحتلوا المصلحة، وكان بعضهم مدججين بالسيوف والخناجر، مع تحطيم بعض المعدات الطبية، قبل أن ينتقل الغضب إلى الشارع، حيث أقدموا على تحطيم الأعمدة وأضرموا النيران في العجلات المطاطية وأغلقوا الطريق بالحجارة والمتاريس وأبواب المستشفى المقتلعة. كما بقوا متحكمين في عمل الطاقم الطبي، قبل أن يتنقل وكيل الجمهورية لدى محكمة معسكر إلى المستشفى وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث ذكرت مصادر عليمة أنه أمر بإجراء التشريح على جثة المتوفى، مع موافاته بالتقرير الطبي، وهو ما تم صباح أمس، حيث تم تسليم التقرير الطبي للنيابة العامة لدى مجلس قضاء معسكر دون أن تتسلمه الشرطة. الفوضى العارمة دفعت بالتجار وأصحاب المحلات المحاذية للمستشفى إلى غلق أبواب محلاتهم خوفا من أن تطالها الفوضى التي امتدت حتى الثالثة صباحا، كما أن الحركة الاحتجاجية تحولت كذلك إلى بعض المناطق والأحياء كالمنطقة الثامنة قرب مقر الأمن الحضري الخامس وسيدي بوسكرين ومقر دائرة معسكر القريب من مقر سكن الضحية. مع العلم أن إجراءات التشريح الطبي لم تتم إلا في حدود الساعة العاشرة من صباح أمس بحضور بعض أفراد العائلة. وبالعودة إلى وقائع القضية، فقد ذكر بعض الشهود أن الشاب أحمد سحنون البالغ من العمر 33 سنة، وهو أعزب، بعد عودته من عمله الذي التحق به قبل أربعة أشهر كموزع للزيوت بمحطة خاصة للبنزين بمعسكر، كان جالسا أمام مقر السكن بعمارات حي الإخوة بن فطة، وباغته رجال الشرطة الذين كان عددهم ما بين 4 و5، بعملية تفتيش، حيث قاموا بتكبيله بالأصفاد، وأضاف الشهود أنهم انهالوا عليه ضربا بواسطة العصي والركلات، وقال أحد الشهود إنه من بين العناصر توجد شرطية كانت تسبه وتشتمه قبل تحويله إلى مقر الشرطة، مؤكدين بأن ثمة صورا تم التقاطها بالهواتف النقالة من قبل السكان. من جهته، أكد شقيق الضحية ل''الخبر'' التي تنقلت إلى مكان إقامة العزاء بأن عائلة الفقيد تطالب بتحقيق محايد وكشف ملابسات ما اعتبره جريمة في حق شقيقه، كما طالبوا بإجراء تشريح خارج الولاية حتى يكون محايدا. ونفى أن يكون سبب وفاة شقيقه هو ابتلاع كمية من الأقراص المهلوسة، مطالبا بتعميق التحقيق في القضية والقصاص من مرتكبي الجريمة. وقد لاحظت ''الخبر'' مشاهد محزنة بمكان العزاء وسط نواح وتذمر العائلة والمتعاطفين الذين حملوا المسؤولية للشرطة، وقالوا بأن ''عهد الحفرة قد عاد مجددا''، مؤكدين بأنهم لن يتوقفوا عن الاحتجاج إلى غاية معرفة الحقيقة ومعاقبة المتسببين. وقد تنقل صباح أمس والي معسكر إلى بيت العزاء، وقال بأن ثمة تحقيقا تمت مباشرته بخصوص الحادثة، وقال بأن العقاب سيطال المتورطين إن ثبت ضلوع أحدهم في الوفاة''. من جهتها، ذكرت خلية الإعلام لمديرية الأمن الولائي لمعسكر في بيان لها، أن عددا من أعوان الشرطة كانوا في دورية راجلة بحي الإخوة بن فطة قبل ملاحظتهم للشاب أمام إحدى العمارات، وإثر محاولة تفتيشه قام بابتلاع كمية كبيرة من الأقراص المهلوسة، ولم يتم العثور على أي منها بيديه، وتم نقله إلى مقر الشرطة قبل تحويله للمستشفى، حيث تقيأ داخل المركبة، ولاحظ بعدها الطبيب المناوب استهلاك الشاب لمادة غريبة استدعت القيام بغسل معوي، باعتبارا أن المادة مسممة، وبعد الشروع في عملية الغسل بحوالي نصف ساعة فارق الحياة. من جهتها، ذكرت مصادر طبية أن الشاب لم يتوف بسبب الاعتداء أو الضرب، ولم تكن عليه آثار الضرب والجروح حسب التقرير الأولي، في انتظار تقرير الطبيب الشرعي.