تدرس لجنة عسكرية جزائرية عليا، كل الاحتمالات المتوقعة حيال صدام مسلح محتمل بين قوات الفصائل السلفية المسلحة التي تسيطر على مدن إقليم أزواد وقوات التدخل الإفريقية التي تعزّزها قوات من الجيش المالي ووحدات النخبة من القوات الفرنسية وقوات جوية غربية. بدأت الاستعلامات العسكرية ووحدات الإستطلاع الجوي الجزائرية في تغذية غرفة عمليات قتالية بالمعلومات حول تطورات الوضع الميداني في إقليم أزواد على مدار الساعة. وقال مصدر عليم إن رئاسة أركان الجيش طوّرت غرفة العمليات الموجودة في تمنراست التي كانت تختص بمراقبة نشاط الجماعات السلفية الجهادية في شمال مالي لمراقبة الوضع الميداني في كامل الإقليم عبر مصادر معلومات متعددة، أهمها تقارير جهاز الاستعلامات العسكري الملحق بهيئة الأركان وصور عمليات الاستطلاع الجوي، ثم تزويد جيوش دول الميدان بمعلومات أولية حول الوضع، في إطار اتفاق عسكري تمت المصادقة عليه قبل أيام لمساعدة الدول الشريكة للجزائر في مكافحة الإرهاب على تلافي أي انعكاسات خطيرة للأوضاع في شمال مالي خلال التدخل العسكري. وأفادت المصادر بأن الجانب الفرنسي زوّد دول الميدان بمعلومات تفيد بأن عدد القوات التي تستعد لصد التدخل العسكري والمتكونة من مقاتلي فرع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب في الساحل ومعهم عناصر التوحيد والجهاد وكتيبة الملثمين وحركة أنصار تصل إلى حوالي 3 آلاف مقاتل، وهم يتحضّرون في مدن غاو تمبكتو إنيفيس كيدال تاودني لمواجهة التدخل العسكري للقوة الإفريقية التي قد يزيد عدد جنودها عن 3 آلاف يعززهم ألف مقاتل مالي وعدد غير معروف من القوات الخاصة الفرنسية. وقد يصل إجمالي عدد قوات التدخل إلى 4500 جندي، وتفتقر قوات التدخل إلى حد الساعة إلى قوات وقواعد جوية مهمة وهي نقطة ضعف محورية، حيث تفترض مخططات التدخل الإفريقي في مالي محاكاة عملية التدخل في الصومال، لكن الوضع في مالي مختلف تماما، حيث توفرت تغطية جوية مهمة نسبيا للقوات للإفريقية في الصومال من دولتي كينيا وأوغندا، بالإضافة إلى أن الصومال بالكامل كان يقع ضمن مجال نشاط الأسطول الأمريكي وحاملات الطائرات الموجودة في بحر العرب، وقد وفّر ت الولاياتالمتحدة، عبر قيادتها في إفريقيا للقوات الإفريقية في الصومال، الدعم اللوجيستي والمعلومات الإستخبارية وصور دقيقة ملتقطة من الطائرات بدون طيار للقوات الإفريقية، بينما لا تتوفر نفس الميزة للقوات الإفريقية في شمال مالي، باستثناء نشاط محدود نسبيا لوحدات فرنسية للاستطلاع الجوي تنطلق من قواعد في ليبيا. ولا تتوفر القوة الإفريقية إلى غاية الساعة على سلاح جوي قوي، بسبب ضعف القوات الجوية في دول موريتانيا والنيجر، بالإضافة إلى التخلف الذي تعاني منه القواعد الجوية في مالي وسيطرة الفصائل السلفية على أهم3 قواعد جوية في مالي في أمشش وغاو وتاودني. وقد أدى رفض الجزائر منح تسهيلات للقوات الفرنسية إلى حد الساعة إلى تعقيد المهمة. وقال مصدر عسكري متابع للشأن الأمني في الساحل، إن التسليم بوجود 3 آلاف مقاتل في صفوف قوات التمرد في أزواد حسب مصادر فرنسية ''مبالغة''، حيث لا يزيد عدد المقاتلين عن 1500، أغلبهم غير مدرّبين، ولا تمتلك هذه الفصائل، حسب مصدرنا، قدرات كبيرة في مجالات القيادة والاتصال والنقل والتموين والقدرة على الحركة في المناطق المكشوفة. كما أن قدرات مقاتلي هذه الحركات على مواجهة حرب طويلة الأمد تبقى محل شك، بسبب أن أغلب هؤلاء غير مدربين وغير مجهزين جيدا، باستثناء أقل من 500 مقاتل ينتمون لفرع تنظيم القاعدة المغاربي في الساحل، أما البقية، فإنهم أقل قدرة على مواجهة جيوش نظامية. وقد ثبت هذا بعد أن طرد تنظيم القاعدة مقاتلي حركة تحرير أزواد من أغلب المدن الأزوادية بسهولة شديدة. ومن المتوقع أن ينسحب مقاتلو القاعدة من المدن فور بدء انتشار القوات الإفريقية ويتركون مهمة الدفاع عنها لمقاتلي باقي الفصائل الأزوادية خاصة حركة أنصار الدين، من أجل حماية قيادات التنظيم وخيرة مقاتليه من التطويق والأسر، ثم يعمد التنظيم بالتعاون مع سلفيين من أزواد لإشعال حرب طويلة الأمد في الصحراء لاستنزاف القوات الإفريقية ثم العودة مجددا.