قال الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، إن حزبه ''لا يحيد عن موقفه، ولا يتخذ من المساومة أسلوبا لابتزاز شعبه أو دولته''، لافتا في رسالة لمناضلين من وسط البلاد إلى أن التجمّع ''جمهوري لا يتبدل، وديمقراطي لا يتلون''. وطلب أويحيى من مرشحي الحزب في المحليات المقبلة الابتعاد عن ''الشعبوية والديماغوجية والوعود الكاذبة''. وقد حملت رسالة بعث بها الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، لمناضلين شاركوا أمس في ندوة جهوية لتدريب مؤطري العملية الانتخابية، تلميحات بأن الوزير الأول السابق ثابت على رأيه في عدم التحول للمعارضة، قائلا إن ''التجميع ليس مجرد فضاء سياسي بل قوة اقتراح وتجنيد ومشاركة، فهو الجمهوري الذي لا يتبدل، والديمقراطي الذي لا يتلون، والوطني الذي لا يحيد عن موقفه''. وربط أويحيى في رسالة قرأها الناطق الرسمي، ميلود شرفي، بفندق دار الضياف ببوشاوي، بين المبادئ الثلاثة التي ذكرها وبين رفض الأرندي لما سماها ''المساومة''، فقال ''التجمّع لا يتخذ من المساومة أسلوبا لابتزاز شعبه أو دولته، منهجه الواقعية، لأنه خرج من رحم الجزائر العميقة في سنوات الدم والمقاومة''. ولم تكن رسائل أويحيى موجهة فقط لمراكز القرار داخل السلطة، لكنها أيضا لخصومه في الحركة التصحيحية التي تتهم الأرندي بأنه ''حاد عن مبادئه''، فجاء في الرسالة: ''قوة الحزب تكمن في المؤمنين بخطيه الثابتين على مواقف الرجال والنساء الذين انتسبوا إليه وناضلوا من أجل أن تستمر فكرة التجمّع وتنتشر''. ونعت أحمد أويحيى المرحلة الحالية بالتي تقتضي ''عدم التردّد''، وقصد ما يعرف في أبجديات الحزب ب''المؤامرات الخارجية''، موضحا أن ''الذين يصطادون في المياه العكرة، لم يقرؤوا تاريخ هذه الأمة''، كما أن الأرندي ''لا يغيب عن موقفه ولا يتوانى في التصدي لمن يريدون سوء بالوطن، أو يعملون على تشويه صورة الشهداء والشرفاء، فلا يمكن له إلا أن يكون جدارا في وجه دعاة العنف والتخريب والفتنة والعبث بعواطف الناس''. وأوصى أويحيى مرشحي الحزب في المحليات، المقرّرة نهاية نوفمبر المقبل، ب''المكاشفة والصدق، والابتعاد عن الديماغوجية والشعبوية والوعود الكاذبة، لأن الجزائري لا يحتمل تصرّفات لا تتسم بالمسؤولية ولا تغريه الأفكار الطوباوية الجوفاء، وهو لا يريد أكثر من الحقيقة''. وحضر الندوة الجهوية قياديون في الحزب، بينهم الطاهر بوزغوب، والوزيرة نوارة جعفر، وشهاب صديق. ونقل القيادي عبد الكريم حرشاوي في كلمة ألقاها ''مطالب التغيير التي يرفعها المواطن، والتي تستحق حلولا، ليست وهمية، ومهمتنا استرجاع الثقة من عند الناس''، لافتا إلى أن التقييم يجب أن يكون موضوعيا دون التهرّب من القول إن ''التجمّع الوطني الديمقراطي شارك في الحكم، وكانت هناك عوامل مساعدة وأخرى معرقلة يجب النظر إليها بموضوعية''، لكن هذا التقييم يقول حرشاوي ''لا يغفل عن حقيقة أن الجزائر ورشة مفتوحة منذ عشر سنوات، تاريخ الاستقلالية المالية للبلاد والمشاريع موجودة في 1541 بلدية عبر الوطن''. وبالمناسبة، أعلن التجمّع تغطية حضوره في 99 بالمائة من المجالس الشعبية البلدية، و100 بالمائة بالنسبة للمجالس الولائية.