طلبت فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية من الجزائر إشراك قواتها الجوية في العمليات العسكرية التي تقرر إطلاقها في إقليم أزواد، وقال مصدر عليم إن دولا غربية وإقليمية مارست ضغوطا كبيرة على الجزائر لإشراك القوات الجوية في العمليات العسكرية. استدعى رئيس الجمهورية، حسب مصدر عليم، كبار القادة العسكريين ومسؤولي أجهزة الأمن لاجتماع خاص بمناقشة الحرب الوشيكة في شمال مالي، وتضمن جدول أعمال الاجتماع، حسب المعلومات المتاحة، مناقشة طلب دول غربية إشراك القوات الجوية الجزائرية في العمليات العسكرية المقرر إطلاقها في شمال مالي، بالإضافة إلى النتائج الأمنية للحرب التي قد تطول لعدة سنوات، وقال مصدر عليم إن دولا غربية كبرى منها فرنسا والولايات المتحدة تواصل الضغط على الجزائر لإشراك القوات الجوية الجزائرية في العمليات العسكرية. وتحتاج القوات الإفريقية التي ستعمل في شمال مالي إلى دعم ما لا يقل عن 60 طائرة مقاتلة والعشرات من طائرات النقل وعدد كبير من الطائرات العمودية (هيليكوبتر)، وهو ما لا يتوفر لدى قوة التدخل الإفريقية ''إيكواس'' إلى اليوم. وقد عجزت وزارة الدفاع الفرنسية وقيادات جيوش بعض الدول الأوروبية عن توفير هذا العدد من الطائرات، بسبب الأزمة المالية وانعكاساتها على أجهزة الأمن وجيوش الدول الأوروبية. وجمعت قيادة القوات الجوية الفرنسية، حسب مصدر عليم، طائرات قتالية مستعملة لدول في غرب إفريقيا، في إطار التحضير للعملية العسكرية ضد الفصائل السلفية في شمال مالي، ونقلت فرنسا قوات جوية فرنسية إلى قواعد عسكرية في النيجر، للمشاركة في العمليات العسكرية والبحث عن الرهائن الغربيين. وأكد مصدر عليم ل''الخبر'' أن القوات الجوية التي وصلت إلى المنطقة مكونة من 16 طائرة مقاتلة فقط وعدة مروحيات وطائرات استطلاع مأهولة وأخرى بدون طيار، بالإضافة إلى طائرات نقل عسكري قد تخصص لنقل قوات خاصة مدربة على عمليات مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن، ويعني هذا الإجراء أن حكومات الدول المعنية بأزمة شمال مالي الحالية لم تتمكن من توفير أدوات الحسم العسكري إلى الآن. وقد وصل بالفعل عسكريون فرنسيون قبل يومين إلى بوركينافاسو للتحضير لنقل القوات الخاصة، وتشير كل المعطيات الميدانية إلى أن الدول المعنية بأزمة مالي ما زالت في مرحلة التحضير لشن العملية العسكرية، وقد يحتاج الأمر إلى أشهر أخرى لشن عمليات عسكرية كبيرة. وقد تمكنت الفصائل السلفية في الأسابيع الماضية، حسب تقارير أمنية، من الحصول على أسلحة حديثة مهربة من ليبيا. وأعادت عمليات التحضير العسكري التي تقوم بها الفصائل السلفية في المنطقة المخاوف مجددا من زيادة قوة هذه المجموعات عسكريا، خصوصا بعدما أثبتت سيطرة المتشددين السلفيين على إقليم أزواد أن دول الساحل غير قادرة فعلا على ضبط الأمن داخل أراضيها. وفسر مصدرنا سبب تأخر العمليات العسكرية بأنه عائد لضعف دول وانكشافها عسكريا، بسبب عدم توفر أغلب الدول في غرب إفريقيا، باستثناء الجزائر والمغرب، على قوة جوية يمكنها حسم عمليات مطاردة فلول الجماعات المسلحة في الصحراء.