وفاة شابة وعشرات الجرحى وانهيار منازل بسبب الاضطرابات الجوية أحدثت الأمطار المتساقطة خلال ال24 ساعة، حالة طوارئ في كل من الجزائر العاصمة والشلف وتيبازة والبليدة وبومرداس وتيزي وزو وبجاية وسكيكدة وعنابة والطارف وجيجل، حيث شلت حركة المرور، وتسببت في انهيار عدة منازل خلفت وفاة شابة وإصابة 10 أشخاص بجروح. تجاوز عدد التدخلات التي أحصتها مصالح الحماية المدنية، أمس، عبر 11 ولاية ساحلية أكثر من 600 تدخل تتعلق أساسا بالفيضانات وارتفاع منسوب مياه الأودية، وانهيار المنازل والبيوت القصديرية، وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة عاشور فاروق ل''الخبر'' بأن ''أغلب التدخلات سجلت خاصة في الجزائر العاصمة وبومرداس بالنظر إلى كمية الأمطار الغزيرة المتساقطة''، وسجلت عدة إصابات بجروح بلغ عددها 10 حالات لم تكن خطيرة في حوادث انهيار المنازل خاصة في حسين داي، حيث انهار مسكن بسبب أشغال الحفر المجاورة له، وتحطم سيارة سياحية. وفي الجزائر العاصمة غرقت الأحياء السكنية وخاصة القصديرية المتواجدة على حواف الوديان، بعد تسرب المياه إلى البيوت، على غرار ما حصل في أحياء قصبار دبروني وديصولي ووادي الحميز. وسجلت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر 58 تدخلا، منها 42 تتعلق بتسرب المياه إلى بعض التجمعات السكنية، وفيضانات ببعض الأودية، وغمر المياه لبعض الطرقات الرئيسية والفرعية، وهذا في كل من بلديات الحراش ووادي السمار والشرافة وزرالدة والرويبة وبن عكنون... كما سجلت ذات المصالح 4 حوادث مرور خلفت عدد من الجرحى، حيث انحرفت دراجة نارية ببن عكنون كان على متنها شاب في عقده الثاني، بالإضافة إلى اصطدام سيارتين بساحة أودان، وانحراف سيارتين بحيدرة والحراش. رعب في بومرداس وفي بومرداس أتت أمواج البحر العاتية ليلة السبت إلى الأحد على نحو أربعة منازل، في حين يصارع عدد من البيوت من أجل البقاء بحي الكاريار ببلدية رأس جنات شرق الولاية، بسبب الاضطرابات الجوية التي مست العديد من المناطق الساحلية، كون العديد من هذه البيوت واقع على الشاطئ. وكان عدد من السكان شيدوا بيوتهم بهذه المناطق منذ أزيد من 12 سنة بعد أن ضاقت بهم السبل في الحصول على مساكن في ظل أزمة السكن، واضطرت العديد من العائلات إلى ترك منازلها خوفا من انهيارها على رؤوسهم، حيث أتت أمواج البحر العاتية إلى غاية صباح أمس على أربعة بيوت في حين توجد العديد منها عرضة للانهيار في أي لحظة. وعبر العديد من السكان الذين التقتهم ''الخبر'' بعين المكان عن خشيتهم من حدوث الأسوأ، وهو توغل مياه البحر إلى أبعد من هذه المسافة، كما عبر هؤلاء عن استيائهم من السلطات المحلية والولائية التي لم تعمل شيئا للتخفيف من معاناتهم، بالرغم من الشكاوى المتكررة للسكان وامتلاكهم لوثائق تؤكد بأنهم منكوبون منذ زلزال ماي 2003، وأرجع هؤلاء سبب هذه الوضعية الموصوفة بالكارثة على حد تعبير السكان، والتي برزت للسطح هذه السنة فقط، إلى إنجاز ميناء جنات، حيث لا يبعد الحي عن الميناء سوى ب1 كلم إلى الغرب ومعظم البيوت المنهارة والمتضررة تقع على حدود الحي. وعن العلاقة بما حدث والميناء الذي يتم إنجازه حاليا، قال السكان ''ما دام إنجاز الميناء أدى إلى حصر مياه البحر في الجهة المقابلة، فالبحر يتوغل إلى الحي بصفة أتوماتيكية، خصوصا وأن هذا الأخير عرف أخطاء في الدراسات أدت إلى اعتماد ميزانية، إضافية لإنقاذه من الترمل''. وحمل السكان السلطات المحلية سلامة سكان الحي، كما طالبوا بضرورة الكفل بالعائلات المتضررة. شلل في حركة السير وفضحت الأمطار الغزيرة المسؤولين الذين لم يتمكنوا من التحكم في الوضعية، في تساقط أمطار الخريف، قبل حلول فصل الشتاء، حيث تزامنت الأمطار وانقطاع عدة محاور طرق مع نهاية عطلة عيد الأضحى، ما تسبب في عدم تمكن المئات من العمال من الالتحاق بأماكن العمل. وأغلقت المياه الراكدة عدة أنفاق كما هو الحال بالنسبة للنفق المجاور لحديقة التجارب بالحامة وبالقرب من مجلس قضاء الجزائر، وغيرها من محاور الطرقات التي لم يتم حل مشاكلها التقنية وتنظيفها ليتكرر نفس المشهد مع تساقط الأمطار. وأوضحت مصالح الأرصاد الجوية بأن اضطرابات جوية أخرى ستحل بعدة مناطق ساحلية للوطن، الأيام القادمة، بسبب موجة البرد التي تجتاح القارتين الأوروبية والإفريقية. وقال المكلف بالإعلام في الديوان الوطني للأرصاد الجوية، إبراهيم عمبر ل''الخبر''، بأن ''نسبة تساقط الأمطار سترتفع إلى حدود 80 ملم في الساعة بسبب الاضطراب الجوي النشط الذي سيجتاح الوطن''. أما بخصوص كمية التساقط التي سجلت بالأمس فقد تجاوزت 60 ملم، وعرفت درجات الحرارة انخفاضا، بحيث تراوحت ما بين 17 إلى 23 في المناطق الساحلية، وما بين16 إلى 24 في المناطق الداخلية.