جاء ذلك على خلفية اشتباكات عنيفة وقعت بعد منتصف، الاثنين الماضي، بين مقاتلين من الجيش الحر وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، واتهم على إثرها المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة، أنور رجا، أمس الثلاثاء، أطرافاً من المعارضة السورية، بمحاولة جر المخيمات الفلسطينية إلى أتون الأزمة السورية. في المقابل قال نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر عارف الحمود، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" إن النظام السوري يقوم بتسليح بعض "الفصائل الفلسطينية الموالية له منذ بداية الثورة، على غرار ما فعل مع الطائفة العلوية وبعض الشبيحة". وأشار إلى " النظام يحاول باستمرار زج الفلسطينيين في الصراع القائم بينه وبين شعبه، وقام بتسليح بعض الفصائل؛ وتحديدا الجبهة الشعبية الموجودة في مخيم اليرموك"، معتبرا أن "الجبهة الشعبية هي من صنيعة النظام السوري وتعمل ضمن أجندته". أوضح أن "النظام السوري لم يكن يسمح بأي ظهور مسلح للفلسطينيين داخل المخيمات أو خارجها، ولم يكن مسموحا لأي فلسطيني حمل السلاح، باستثناء المنضوين في القطعتين العسكريتين لواء صلاح الدين ولواء أجنادين، المؤلفين من عناصر فلسطينية بالكامل (يخضع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا للتجنيد الإجباري". تابع " منذ اليوم الأول تمنينا على كل الفلسطينيين المقيمين في سوريا والفصائل الفلسطينية، ألا يتدخلوا في الشأن السوري، ويبقوا بمنأى عما يحصل، وطالبناهم بألا يتحولوا إلى شبيحة إعلاميين، كأحمد جبريل وأنور رجا، أو إلى شبيحة على الأرض، كما هو حال أتباعهم". وفق التصريح. أكد "لاحظنا كيف أن حركة حماس آلت على نفسها أن تخرج من عباءة النظام السوري وتتعامل مع سوريا الشعب لا النظام، في حين أن ثمة فصائل أخرى فضلت الارتباط بالنظام على حساب الشعب"، مشددا على أن "نهايتها ستكون قريبة مع نهاية النظام الزائل". تجدر الإشارة إلى أن النظام السوري كان يحظر على الفلسطينيين في سوريا حمل السلاح بشكل قاطع، سواء كأفراد أو كفصائل فلسطينية، قبل بدء الثورة الشعبية ضده، منتصف شهر مارس (آذار) 2011. ويعد مخيم اليرموك الأكبر في سوريا من حيث عدد سكانه المسجلين لدى الأممالمتحدة والبالغ 148500، وقد قصدته عائلات سورية عدة هربا من القصف. سبق للمجلس الوطني السوري أن أعلن مخيم اليرموك والأحياء الملاصقة، كالحجر الأسود والعسالي والقدم والتضامن، مناطق منكوبة في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، مطالبا "العالم العمل على وقف القصف فورا، والسماح بدخول الصليب الأحمر وإسعاف الجرحى من المنطقة".