لجنة اللحوم البيضاء: 20 موالا يسيطرون على السوق ويتحكمون في الأسعار أطلقت مؤسسة تسيير مساهمات المنتوجات الحيوانية '''برودا''، مبادرة جديدة في شكل صيغ تعويضات وتخفيضات يستفيد منها مربّو الدواجن عبر الوطن، هدفها المساهمة في خفض الأسعار الملتهبة في اللحوم البيضاء، ستدخل حيز الخدمة ابتداء من اليوم. وكشف المدير العام لمؤسسة تسيير مساهمات المنتوجات الفلاحية ''برودا'' شادي كمال، أن مربي الدواجن مدعوون إلى الاقتراب من المؤسسة للاستفادة من الصيغ التي تم طرحها لتكون مجاورة لنشاطهم، حفاظا على الاستمرار في ضمان الاستقرار في الإنتاج وعدم التخلي عن حرفتهم. وأفاد المتحدث في تصريح ل''الخبر''، بأن المؤسسة خصصت لمربي الدواجن تخفيضات في سعر الكتكوت عن طريق تحديد كميات تفوق 10 ملايين، بسعر يتراوح بين 40 إلى 65 دينارا، عوض شرائه بالسعر المرتفع في الأسواق بين 90 إلى 105 دنانير. وكإجراء ثان، أوضح شادي كمال أن شركة ''برودا'' قررت دعم مربي الدواجن من خلال تزويدهم بالكميات المطلوبة بالأعلاف الممثلة في مادتي الصوجا والذرة، دون دفع سنتيم واحد في البداية، لتكون عملية الدفع بعد بيع الإنتاج، فيتم ضرب عصفورين بحجر واحد. وقدّم في هذا السياق محدثنا شرحا لهذه القاعدة، فأشار إلى أن ''برودا'' على استعداد لشراء الكميات المنتجة، لتعاود هي بدورها بيعها، وبالتالي تكون قد قضت على مشكل التسويق، مضيفا أن الاتفاقيات التي ستبرم في هذه النقطة، هي التي تحدد شروط البيع والشراء. كما ترافق مؤسسة ''برودا'' السوق حتى في الأوقات التي يكون فيها السعر مرتفعا، فتقوم -حسب مسؤولها الأول- بإبرام عقد يربط مربي الدواجن بالمسالخ التابعة ل''برودا''، ويحتوي على شرائها لنصف الإنتاج، فيما النصف الثاني يدخله ''الموالون'' للسوق، وعليه تكون أسعار اللحوم البيضاء مستقرة في جميع الأحوال، على أساس أن المشكل الأساسي هو صعوبة التسويق. وأفاد، من جانبه، رئيس اللجنة الوطنية لتجار اللحوم البيضاء مراد ضيف، في تصريح ل''الخبر''، أن ''الإشكال في ارتفاع اللحوم البيضاء راجع إلى احتكار السوق من قبل 20 موالا مستفيدين من امتيازات عديدة، وتتعامل معهم وزارة الفلاحة معاملة مختلفة''. وقال رئيس اللجنة المنضوية تحت المنظمة الوطنية للتجارة المتواجدة قيد التأسيس، إن تخلي الوصاية عن القطاع، ساهم بشكل كبير في عدم استقراره، مضيفا أن الجزائر لا تنتج الدواجن، بل عملها قائم على التسمين فقط، فضلا عن استيرادها 100 بالمائة لمادتي الصوجا والذرة، ويتحكم فيها أيضا الخواص بنسبة 100 بالمائة. وأشار المتحدث إلى أن عدم استقرار أسعار اللحوم البيضاء، على رأسها الدجاج، سببه كذلك، تواجد أكثر من 30 ألف مربي في 12 ولاية منتجة فقط، غير معتمدين من قبل وزارة الفلاحة، رغم مساهمتهم في الإنتاج الوطني بنسبة 80 بالمائة، ومع ذلك -يضيف ضيف مراد- تقصيهم الوصاية من جميع الامتيازات والقروض التي ترفع من قدراتهم الإنتاجية.