طمأن رئيس مجلس إدارة شركة تسيير المساهمات للإنتاج الحيواني »برودا«، كمال شادي، المواطن المتذمر من الارتفاع الذي تشهده منذ فترة أسعار اللحوم بنوعيها، معلنا أن أسعار الدجاج التي قفزت إلى حدود 450 دينار للكيلوغرام، ستستقر مطلع فيفري المقبل، مضيفا أن أسعار اللحوم الحمراء التي تجاوزت 1400 دينار للكيلوغرام الواحد ستتراجع بعد فصل الشتاء. عرض رئيس مجلس إدارة شركة »برودا«، جملة من المؤشرات توضح أسباب موجة الغلاء غير المسبوق التي تشهدها أسعار اللحوم البيضاء والحمراء في الأسواق والتي تلهب منذ أكثر من شهرين جيوب المواطنين على المستوى الوطني، وقال كمال شادي خلال استضافته أول أمس في حصة »ضيف التحرير«، »إن غلاء سعر علف الدواجن يعد السبب الرئيسي وراء الارتفاع الذي تشهده حاليا أسعار الدجاج»، موضحا أن سعر الذرة والصوجا المعتمدان للتغذية من طرف مربي الدواجن ارتفع مؤخرا بأكثر من 52 بالمئة و72 بالمئة على التوالي. وبحسب رئيس مجلس إدارة شركة تسيير المساهمات للإنتاج الحيواني فإن الانخفاض المحسوس في الطلب على لحوم الدواجن بعد انتهاء شهر رمضان دفع المربين الصغار إلى الانسحاب من السوق، الأمر الذي أدى إلى حدوث خلل ما بين العرض والطلب، وهو ما يفسر ارتفاع أسعار الدجاج التي أكد أنها تتراوح حاليا ما بين 400 و450 دينار للكيلوغرام الواحد في الأسواق على المستوى الوطني، وهو ما وصفه ب»الارتفاع غير المسبوق«. وما زاد من حدة ما تعانيه جيوب المواطنين البسطاء من غلاء في أسعار الدواجن التي عادة ما يلجأ إليها ذوي الدخل المحدود هروبا من خلاء اللحوم الحمراء، أنها جاءت متزامنة مع غلاء فاحش في أسعار اللحوم الحمراء المتصاعدة منذ حوالي شهرين، إذ يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم حاليا 1400 دينار، وأرجع مدير شركة »برودا« هذا الوضع إلى الانخفاض في مبيعات الماشية بعد نشاط الذبح المكثف خلال شهر نوفمبر الفارط الذي صادف الاحتفال بعيد الأضحى وموسم الحج. وأشار شادي إلى تسجيل حوالي 4.5 مليون عملية ذبح، أي 20 بالمائة من الماشية الوطنية بمناسبة عيد الأضحى والحج 2011 بما أدى إلى تقليص الدورة البيولوجية للمواشي. وأضاف أن »المربين يستمرون في تسمين ماشيتهم ومن ثم توقيف البيع، وينتظرون فصل الربيع لاستئناف عمليات البيع«. وتوقع المتحدث استمرار ارتفاع أسعار الدجاج خلال الأيام المقبلة، غير أنه أكد أنها »ستستقر في مطلع شهر فيفري الداخل«، فيما توقع بقاء أسعار اللحوم الحمراء مرتفعة إلى غاية نهاية فصل الشتاء، وتأسف شادي لغياب شبكة توزيع تضمن التنسيق بين الإنتاج القبلي والبعدي وتسمح -على سبيل المثال- بتسويق كل كميات الدجاج المخزنة من قبل الديوان الوطني لأغذية الأنعام في السوق عند ارتفاع الأسعار. وللتحكم في أسعار اللحوم على المدى المتوسط تراهن شركة »برودا« على عصرنة مخازن التبريد ومركبات الذبح. ويتعلق الأمر بإنجاز ثلاثة مركبات عصرية للذبح وتأهيل المركبات الأخرى وإعادة تأهيل 18 مخزن تبريد وإنجاز مخازن جديدة، إضافة إلى متابعة تطبيق نظام ضبط أسعار المنتوجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع »سيبرالاك«. وأشار المسؤول إلى أن طاقات مخازن التبريد المحلية قي الجزائر تقدر ب 140 ألف متر مكعب وهي قدرات دون الاحتياجات الوطنية التي تتجاوز 10 ملايين متر مكعب. وأشار شادي إلى أن إعادة تأهيل مخازن التبريد سيسمح برفع طاقة التبريد إلى 1 مليون متر مكعب أي من 10 إلى 15 بالمئة من الاحتياجات الوطنية. وأضاف المسؤول ذاته أن القرضين »الرفيق« و »التحدي« اللذين أطلقا في 2011 من قبل بنك الفلاحة والتنمية الريفية لصالح الفلاحين، سيساهمان في إنعاش نشاط تربية المواشي ورفع عرض اللحوم البيضاء على وجه الخصوص.