أثار الاحتفال، الذي أقيم الجمعة في أحد مقاهي عبدون، جدلا كبيرا في الشارع الأردني، حيث اعتبره البعض مخالفاً لقيم الشعب الأردني، فيما رأى آخرون أن الظاهرة تتشابه كثيرا مع طقوس عبدة الشيطان.وقالت الجماعة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، السبت، "تابعنا باستياء بالغ وأسف شديد ما جرى مساء أمس من احتفالات وطقوس للشواذ، وعبدة الشيطان في أحد مقاهي عمان وتحت حماية ورعاية أمنية مشددة".وأضافت أن "الامر يشكل تحديا سافرا لقيم الشعب الاردني وهويته العربية والإسلامية، وانتهاكا صريحا لأحكام الدين والعادات والتقاليد، وكل تعاليم الشرائع السماوية والذوق السليم والفطرة الإنسانية".ودانت الجماعة "التسهيلات ومنح التراخيص الرسمية لمثل هذه الأوكار، "مطالبة "بمحاسبة ومحاكمة كل من وافق أو سهل القيام بهذا الفعل الشنيع"، إضافة إلى مطالبتها "بمكافحة هذه الظاهرة ومنع انتشارها".وذكرت صحيفة "الغد" الأردنية اليومية المستقلة أن "أعمال شغب محدودة اندلعت الجمعة عندما حاول شبان غاضبون منع إقامة احتفالية هالوين في أحد مقاهي (حي) عبدون الراقية بعمان".وأضافت أن الشبان الذين رأوا أن الحفل "يتنافى وعادات الأردنيين" حاولوا اقتحام المقهى، مشيرة إلى أن الحادث تخلله تراشق بالحجارة، وإحراق بعض الممتلكات، فضلا عن حصول ازدحام مروري خانق استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.من جهتها نفت أمانة عمان - وفقا لصحيفة الغد - علمها بتنظيم الحفل، قائلة على لسان مسؤول فيها فضل عدم ذكر اسمه، إن "المقهى منظم الاحتفال، مرخص بالفعل، لكن نحن لم نمنح أي جهة في عبدون ترخيص نصب خيمة لإقامة أي احتفال من نوعه، وأن مسؤولية التجاوز إن وقع من اختصاص جهات أخرى".من جهته أخرى، استنكر الكاتب الأردني باتر محمد علي وردم الهجوم الذي تعرض له الحفل، مشيرا إلى وجود فرق كبير بين حفل "الهالوين" وطقوس عبدة الشيطان. وأضاف في مقال بصحيفة "الدستور الأردنية "ما حدث في عبدون كان احتفالا لمجموعة من الشبان بعيد الهالوين الغربي، الذي يتضمن استخدام ملابس تنكرية وأشكالا من عالم الرعب والتي تتضمن أحيانا أقنعة للشكل المتوقع للشيطان".وأضاف أن "الهالوين" ظاهرة دخيلة عن المجتمع الأردني وغير متناسقة مع قيمه و"لكن هذا لا يعني أبدا أن هؤلاء الشبان هم كائنات غريبة وشريرة وخارجة على الملة (..) وهم لم يسرقوا المال العام ولم يطلقوا الرصاص على أحد ولم يتجاوزوا القانون، وليس من المفيد ابدا شيطنتهم بهذه الطريقة".يذكر أن "الهالوين" أو عيد القديسين هو احتفال غربي يقام في ليلة 31 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، وتشمل الأنشطة المرافقة له الخدع، وارتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل، وتعرض التلفزيونات ودور السينما بعض أفلام الرعب، كما يقوم العامة بتزيين البيوت والشوارع باليقطين والألعاب المرعبة والساخرة.