اقتحمت احتفالات عيد هالوين أو عيد الشيطان ، أسوار المدرسة الجزائرية بعدما فرضت بعض المدارس الخاصة على التلاميذ لبس ملابس عبدة الشيطان، في الوقت الذي دعا فيه الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الدكتور عبد المجيد بيرم وزارة التربية إلى تشديد الرقابة على تلك المدارس لأنها تشكل تهديدا على عقيدة الأطفال· المدارس الخاصة تحتفل بعيد الرعب في الجزائر ذكر العديد من أولياء التلاميذ بإحدى المدارس الخاصة بحيدرة بالعاصمة في تصريح ل”البلاد”، أن إدارة المدرسة تفرض على التلاميد الاحتفال بعيد هالوين يوم 31 أكتوبر من كل سنة، عن طريق فرض ملابس خاصة يدور محورها حول الخوف والموت، وقال أحد الأولياء إن هذه المدارس ترفض تدريس فقه الجنائز للاطفال بحجة أنها مرعبة لكنها لا تجد حرجا في الاحتفال بهالوين· وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد المجيد بيرم الأمين العام لجمعية العلماء الجزائريين، إن على وزارة التربية الوطنية التدخل لوقف ما وصفه بالمهزلة إذ لا يجوز للمسلم مشاركة غير المسلم في الأعياد العقائدية التي تتنافى مع مبادئة وقيمه، لأن ما بني على باطل فهو باطل فعلى وزارة التربية متابعة ومراقبة المدارس الخاصة، لأنها ترسخ قيما غير قيمنا، حيث يجب أن يفكروا في عواقب ما يتبنونه من أفكار خاصة ما يضر بالعقيدة ويؤثر على توازن المجتمع· الفنادق الفخمة تحتفل بعيد الهالوين تتهافت أغلب الفنادق المصنفة في خانة ”الراقية” على الاحتفال بعيد هالوين بتخصيص قاعات والاتفاق مع فرق موسيقية خاصة وبأسعار لا تناسب الزوالي فالحجز يبدأ بمليون سنتيم فما فوق· فالزبائن الذين يحضرون هذه الحفلات، يوصفون بأنهم من ”الجات سات” حيث يرتدون أقنعة مخيفة، ويشربون الخمر ولا تغيب الموسيقى الصاخبة والمرعبة، السهرة تتواصل حتى الساعة الخامسة صباحا· من جهة أخرى، انتشرت في شارع ديدوش مراد العديد من الملصقات الإشهارية الداعية إلى الاحتفال بهالوين وتحمل تلك الملصقات صورا مربعة ودعوة للاتصال برقم هاتف للحجز، فدفعنا الفضول للاتصال للسؤال عن قيمة الحجز ونوعية الزبائن الذين يحظرون للحفلات، أكد لنا كريم الذي رد علينا أنه صاحب مطعم ببن عكنون، ويتلقى العديد من الحجوزات لحضور الحفلة في اليوم الموعود، الشباب حسبه يجدون في هذه الحفلات ”السعادة” التي افتقدوها في يومياتهم كما أن التعاقب السريع للأضواء يثيرهم خاصة مع موسيقى الروك والميتال”· وأضاف أن هناك شبانا يحبون الاستمتاع بهذه الحفلات من أجل الزهو والرقص فقط، ولكن من جهة أخرى هناك من يؤمن بالخلفية العقائدية لمثل بهذه الحفلات، ويضعون أقنعة مصاصي الدماء، ويوشمون أشكالا غريبة ومخيفة، ويلطخون أجسامهم بالدماء· من الجزائر إلى الأردن الأثرياء عبدة للشيطان تفاجئنا الحياة كل يوم بوقائع أغرب من الخيال، فآخر ماكنا نتوقعه أن يعيش بيننا هذا النوع من البشر، في مجتمع عربي إسلامي، ففي 2002 تناقلت الصحف في الجزائر خبر إلقاء القبض على مجموعة من عبدة الشيطان داخل مقبرة مسيحية بالعاصمة وبحوزتهم أشرطة تتحدث عن قوى خفية وشيطانية، وعند إلقاء القبض على المجموعة وجد لديها قطط وديوك سوداء كانوا يلطخون أجسادهم بدمائها· وتوالت بعدها الفضائح في كثير من الدول العربية كالمغرب ولبنان والبحرين والأردن وتركيا، وماليزيا، وقد إشترك جميع الشباب في الدول العربية في إنتمائهم إلى الطبقة الثرية وحياة البذخ والفراغ الذي رمى بهم إلى هذا الطريق فهم يعتبرون أن الحياة لحظة يجب أن يعيشوها بكل تفاصيلها وأن أجمل مافيها نهايتها ”الموت” الذي يعتبرونه بداية الانطلاقة لحياة جديدة· وتشير العديد من الدراسات الاجتماعية إلى أن مؤسس جماعة عبدة الشيطان الحقيقي هو اليهودي ”أنطوان لاني” في ,1966 حيث أسس كنيسة الشيطان وانتحر مع المئات من أتباعه بعد أن أقنعهم بأن ماينتظرهم من السعادة أعظم بكثير مما يتوقعون، وكان يردد دائما بأنه ذاهب ليحيا في جحيم السماء· وهناك مصادر أخرى تقول إن مفهوم عبدة الشيطان ظهر في أوروبا خلال القرون الوسطى لكن شكلها التنظيمي لم يظهر إلا مع ”السير كراولي1900/,”1947 الذي حدد لأتباعه قواعد لاسترضاء الشيطان والاستفادة من السعادة في هذا العالم· حقائق مرعبة عن عبدة الشيطان ينادي أتباع طائفة عبدة الشيطان بأزلية الكون والإنسان، الذي يجب أن يتخلص من خوفه من الموت لأنه نقطة إنطلاق الحلقة الجديدة ويجب الاستعداد لها جيدا، وغاية الصلاة عندهم هي الوصول إلى ما يسمونه” النور” وذلك عن طريق الدخول في حالة من النشوة والكمال والصفاء الذهني، وللوصول إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقى والخمور والمخدرات والممارسات الجنسية، يؤدون فريضة التأمل فرديا أو جماعيا ويكون ذلك تحت إضاءة خافتة على ضوء الشموع والبخور وذلك لإضفاء نوع من الخشوع على المتعبدين· أما القداس الأسود فيعتبر من أبشع أنواع الطقوس الشيطانية وفيه يتهكمون على الله جل قدره ويشتمونه ويتعاطون المخدرات· والأيام المهمة في حياتهم هي 30 أفريل رأس السنة الشيطانية و31 أكتوبر عيد الشكر أو هالوين، ويسمونه أيضا عيد الأموات أو عيد الرعب، لاعتقادهم أن أرواح أمواتهم تنزل في مثل هذا اليوم لزيارة أهاليهم في الأحياء، فيلبسون ألبسة سوداء وأقنعة مخيفة مثل هياكل عظمية ويلطخون أنفسهم بالدماء ويسمعون موسيقى الروك·