دقّ الطبيب المختص في الطب الصيني والأعشاب الطبية، عضو منظّمة الصحة العالمية في الطب التكميلي، متيجي لخضر، ناقوس الخطر بخصوص الأدوية المستخلصة من الأعشاب، والمسوّقة بطريقة عشوائية في جميع محلات بيع الأعشاب، التي تتسبّب في أمراض خطيرة تتباين بين السرطان وارتفاع الضغط وحدة مشاكل مرض البروستات والسكري. وأكّد متيجي لخضر، الدارس للطب الصيني بجامعة القاهرة، ل''الخبر''، أن الأعشاب الطبية يمكن أن يصبح تناولها خطرا في حال تعدّد الأمراض التي يعاني منها الشخص المتناول لها دون استشارة أخصائيين، حيث يجب على الطبيب المختص في الأعشاب الرجوع إلى تشخيصات زملائه في المهنة، بالاعتماد على التحاليل والأشعة التي خضع لها المريض قبل منح هذا الأخير الأدوية العشبية الملائمة له، في الوقت الذي يقتنيها جلّ الجزائريين دون الخضوع إلى أي مراقبة طبية، من تجّار يسوّقونها حتى على قارعة الطرقات. من بين الأعشاب التي تشكّل خطورة على صحة المواطنين، ذكر الطبيب متيجي عشبة ''كف مريم'' التي تستقدَم من السعودية والموجّهة للنساء المصابات بالعقم. هذه العشبة تبيّن، حسب المتحدّث، أنها تتسبّب في زيادة الهرمونات الذكرية لدى النساء، حيث تحوّل المرأة من ''أنثى إلى شبه رجل''. وتكلّم الأخصائي في الأعشاب عن عشبة أخرى، وهي دواء على شكل كبسولات ''الجينسيك كبسولات'' المستعملة لزيادة الوزن في ظرف قياسي، على عكس أعشاب أخرى، والذي اتّضح أن الإفراط في تناولها يتسبّب في اضطراب هرموني يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي والرحم وحتى الجلد. وحسب نفس الطبيب، فإن هذا الدواء لا يقوم بزيادة الوزن وإنما بنفخ الشخص المتناول له، حيث يجعله يخسر ما قيمته بين 4 إلى 5 ملايين سنتيم لمعالجة الاختلال الهرموني فقط، مقابل سعر اقتناء يتجاوز ألفي دينار للعلبة. حتى الأطفال المعاقين لم يسلموا من الاستعمال السيىء لبعض الأعشاب العالمية، مثل ''الجينكوبايلوبا'' الموجّهة للأطفال المولودين شبه معاقين وغير المعرّضين لحالات الصرع، حيث تزيد هذه العشبة من ضخّ الأكسجين في المخ، في الوقت الذي تسوّق هذه العشبة بطريقة عادية في جميع أسواق الأعشاب. أما عن الفطر الهندي، الذي يتكاثر في مادة الحليب ويقوّي المناعة، فقال الطبيب متيجي: ''لا أنصح بتناوله، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مثل الكولسترول والضغط والسكري والتهاب المفاصل، خاصة وأنه يتكاثر في وسط معرّض للتعفّن، خارج الثلاجة''. وعن الأعشاب المفيدة لأمراض السرطان، تكلّم ذات الطبيب عن عشبة ''برسطم'' المعروفة في الأوساط العلمية، مشيرا إلى أن الإفراط في تناولها خطير جدّا، حيث يتسبّب في الفشل الكلوي لاحتوائها على مادة حمضية، مؤكّدا على ضرورة تناولها بنسب قليلة لا تتجاوز الغرام الواحد في اليوم، في الوقت الذي يتناوله الجزائري في خلطة مع العسل يوميا. على صعيد آخر، كشف متيجي أن عدد أخصائي طب الأعشاب في الجزائر يقدّر ب23 طبيبا، موزّعين عبر التراب الوطني.