عادت الاحتجاجات إلى الإقامات الجامعية، وهي مرشحة للتصعيد بعد دخول بعض الفروع النقابية للعمال في إضراب الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات الطلبة منددة بسوء الخدمات، مما تسبّب في الاكتظاظ عبر معظم الإقامات وتأخر في تقديم الوجبات الساخنة ورداءتها. كشفت بيانات للمكاتب الولائية للإتحاد العام للطلبة الجزائريين تسلمت ''الخبر'' نسخا منها، أن الطلبة يهددون بالتصعيد خلال الأسابيع المقبلة بعد الوقفات الاحتجاجية التي أقدموا عليها خلال الأسبوع الماضي، تنديدا بسوء الأوضاع داخل بعض الإقامات وغلق باب الحوار مع ممثلي الطلبة للوصول إلى حلول ترضي الطرفين، حيث ينتظر طلبة إقامة البنات ''مليحة حميدو'' بولاية تلمسان غدا نتائج التحقيق التي طالبوا بها بحر الأسبوع الماضي، على خلفية تقديم علب ياغورت خلال الوجبات منتهية الصلاحية، حيث خرج بموجبها الطلبة في احتجاج، وتوعّدوا خلالها بالتصعيد إذا لم يتم كشف من وراء هذا التجاوز الذي كاد يتسبب في حالات تسمم، في حين خرج الطلبة بولاية خنشلة محتجين على نقص النقل الجامعي وغلق باب الحوار، بالإضافة إلى مطالب بيداغوجية عالقة تتعلق على وجه الخصوص بالمعابر التي وضعتها وزارة التعليم العالي بين النظامين الكلاسيكي و''آل آم دي'' التي لم تطبق على أرض الواقع، مثلما جاءت به المراسيم، وهي نفس الأوضاع التي تسجلها ولاية البليدة، خاصة بإقامة الصومعة 3 وكذا إقامة ''زواغي سليمان ''1 للذكور التي يعاني الطلبة فيها من الاكتظاظ، حيث تم غلق 6 أجنحة من مجموع 8 بسبب عمليات الترميم التي لم تنتهي لحد الآن، في حين تسجل جامعة باب الزوار بمختلف كلياتها مشاكل مماثلة حول نوعية الوجبات، بالإضافة إلى مشاكل بيداغوجية بكليات الهندسة والميكانيك والبيولوجيا. من جهة أخرى، تحدّث فارس بن لحباسي، عضو المكتب الوطني للإتحاد العام للطلبة الجزائريين، مكلف بالجنوب، عن مشاكل عديدة يتخبط فيها الطلبة، حيث تشهد جامعة الوادي اضطرابات واسعة أصبحت مصدر قلق الطلبة. وفي هذا السياق، طالب المتحدث من وزارة التعليم العالي، ضرورة إرسال لجنة تحقيق للوقوف على مجموع التجاوزات المسجلة، في الوقت الذي تحدث عن مشاكل اجتماعية متفاوتة بإقامات جامعية بولايات غرداية والجلفة والأغواط. من جهته، ندد الأمين العام للإتحاد العام للطلبة الجزائريين، منذر بودن، بالأوضاع المزرية التي تشهدها عدة إقامات، خاصة منها التي لم ترفع عليها بعض التحفظات، والتي تسببت اليوم في حرمان الطلبة من الوجبات الساخنة، وحتى الباردة منها لا تتماشى والمقاييس التي وضعتها الوزارة، حسبه، حيث لا تتجاوز قيمة الوجبة 100 دينار، في حين أن قيمتها الحقيقية 500 دينار، وهو ما اعتبره بودن تلاعبا بأموال الطلبة، في الوقت الذي طالب مدير ديوان الخدمات الجامعية بسحب نوعية رديئة من الأجبان والمشروبات الغازية تُقدم حاليا ببعض الإقامات مجهولة المصدر ولا تحمل أي علامة، وقد أثارت احتجاجات واسعة من طرف الطلبة. وقد ندد المتحدث في ذات السياق بالتماطل في رفع التحفظات عن عدد من الإقامات، مما أثّر سلبا على الوضع العام بالإقامات، في الوقت الذي طالب وزير التعليم العالي بالصرامة مع بعض رؤساء الجامعات لإيجاد حلول جذرية للمشاكل البيداغوجية المسجلة عبر أغلب الجامعات الوطنية وضرورة إيجاد حل لمطالب عمال الإقامات، حيث أثّر دخول بعض الفروع النقابية في احتجاجات الأسبوع الماضي على السير العام ويهدد بتفاقمه في حال تنفيذهم لتهديداتهم بالدخول في إضراب مفتوح إذا لم يتم التكفل بانشغالاتهم.