تحوّلت العديد من محلات بيع اللحوم والقصابات إلى مسرح للتجاوزات والاختراق العلني للقانون، خاصة بعض القصابات التي تستعمل العديد من الطرق من أجل الحصول على ''مرفاز'' ذي نوعية جيدة، لكنه في حقيقته لحم فاسد وكاشير وبعض المواد الملونة التي تستعمل في صناعة الحلوى، ناهيك عن اللجوء إلى مواد تُستعمل في التحنيط وتغسيل الموتى. للوقوف على هذه الخروقات، قامت ''الخبر'' بجولة إلى العديد من محلات بيع اللحوم بالعاصمة، وقادتنا إلى أحد بائعي اللحوم الحمراء بشارع ''طنجة'' بالجزائر الوسطى، الذي حدّثنا عن كيفية تحضير ''المرفاز'' أو ''النقانق''، حيث قال: ''إنها تحضّر بحذر شديد، كون المادة تخلط باستعمال اللحم المفروم، وبعض التوابل التي تضاف إلى تلك الخلطة''. وعن عملية الغش والتحايل في هذه المادة، قال محدّثنا إن بعض الجزارين يقبلون على وضع اللحوم الفاسدة وبعض بقايا اللحم التي تتشكّل من عملية التقطيع. وأوضح بخصوصها الجزار ''يوسف'' أنه لا يمكن رمي تلك اللحوم، الأمر الذي يجعله يستعملها داخل خلطة النقانق التي تحضّر بطريقة ''عفنة''، ناهيك عن اللجوء إلى اللحوم المجمّدة، التي يستعملها أغلب الجزارين في تحضير النقانق، لكنهم يقدّمونها على أساس أنها لحم طازج. وللتعرّف أكثر على طريقة خلط ''المرفاز''، قصدنا محلا آخر للحوم الحمراء والبيضاء، حيث قال صاحبه إن الجزّارين الذين يحضّرون ''المرفاز''، يستعملون مادة ''السالبارت''، وهي مادة نترات البوتاسيوم التي تُستعمل في التحنيط وغسل الموتى في أوروبا. كما أضاف أنها تُجلب من تونس وليبيا، وأكد أنها تدخل الجزائر عن طريق التهريب، كما أنها تشبه مادة السكر، ولا يتم التفريق بينهما. وأشار المتحدّث ذاته إلى أن بعض القصّابين يستعملون مادة كيميائية محظورة تُخلط مع اللحم المفروم، حيث تستعمل كمادة حافظة تزيد من مدة صلاحية هذه المادة وثبات لونها، علما أن مادة اللحم عندما تفرم تتقلص مدة صلاحيتها. أما ''مراد''، أحد الزبائن، فقال إن الجزّارين يلجأون إلى خلط مادة ''المرفاز'' بالكاشير وبعض المواد الأخرى حتى يبقى لونها أحمر، حتى لا يتمكّن المستهلك من التفطّن لسوء نوعية النقانق. وأضاف محدّثنا أن الجزائريين لا يراقبون مكوّنات ما يأكلون، وهم بذلك كمن يأكل المرض بعينه، ولا يراقبون أيضا صلاحية المواد الغذائية عند شرائها، ما يتسبّب في حالات مرضية، عادة ما تتمثّل في التسممّات الغذائية والحساسية، وهذا نتيجة غياب ثقافة استهلاكية.