تحدث الرئيس الروسي في رسالة تحية بعث بها بهذه المناسبة عن الأولويات التي تضعها موسكو أمامها لدى رئاسة المجموعة في المرحلة الراهنة. وقال الرئيس الروسي أن مهمة بلاده الأساسية تتمثل في ضمان تواصل بنود أجندة مجموعة "العشرين" مع طرح حلول تراها موسكو مناسبة، من وجهة نظرها، لمعالجة المواضيع المدرجة على جدول أعمال المجموعة.وقال بوتين في الرسالة:"تعتبر رئاستنا في مجموعة العشرين فرصة بالنسبة لنا لأن نعرض على الشركاء أجندة بناءة تهدف إلى حل المشاكل المشتركة التي تهم بلدان العالم كلها. وإننا نعتزم بالطبع انتهاز فرصة رئاستنا لحل المهام القومية الطويلة الأجل وتعزيز مواقف روسيا في مجال إدارة الاقتصاد العالمي".ولفت بوتين إلى أن مجموعة "العشرين" أصبحت أداة هامة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. وبحسب رأيه، فإنه بفضل الجهود المنسقة التي بذلتها البلدان المشاركة فيها أصبح من الممكن إيقاف الكساد الاقتصادي خلال فترة قصيرة وتشديد الرقابة على الأنظمة المالية القومية والانتقال إلى تحويل البنية المالية والاقتصادية تماشيا مع شروط ومتطلبات القرن الحادي والعشرين والبدء في تشكيل آليات تسمح بتأمين الأخطار وتعزيز الثقة المتبادلة وإعطاء دفعة للنمو المستقر والمتوازن للاقتصاد العالمي.وجاء في الرسالة:" نحن نرى أن المهمة الرئيسية للرئاسة الروسية في مجموعة العشرين هي تركيز جهود مجموعة العشرين على وضع أجراءت من شأنها أن تحفز النمو الاقتصادي وتهيئة فرص للعمل. ومن أجل تحقيق ذلك من الضروري تشجيع الاستثمارات والثقة والشفافية في الأسواق وتنظيمها الفعال".وقال بوتين:" انطلاقا من هذه الأولويات بالذات سنبحث بنود الأجندة التقليدية لمجموعة العشرين، وبينها حالة الاقتصاد العالمي وتطبيق الاتفاقية الاساسية الخاصة بضمان النمو المتوازن والمستقر ومكافحة البطالة وإصلاح النظام المالي ومنظومة الرقابة المالية واستقرار أسواق الطاقة العالمية والمساهمة في التطور الدولي وتقوية التجارة الدولية المتعدد الأطراف ومواجهة الفساد".وعلاوة على ذلك فإن الجانب الروسي يقترح بحث موضوعين جديدين في إطار الأجندة المالية القائمة وهما: تمويل الاستثمارات باعتبارها أساسا للنمو الاقتصادي وتهيئة فرص للعمل وتحديث منظومات الإقتراض القومية وإدارة الديون السيادية.وأشار بوتين قائلا:" ستضمن الرئاسة الروسية تنفيذ التعهدات التي قد وافقت عليها مجموعة العشرين سابقا وتأمين تواصل بنود الأجندة من جهة وستقترح مواقف وحلولا جديدة للنظر فيها من قبل المجموعة من جهة اخرى".وأكد بوتين أن روسيا مستعدة للتعاون الواسع في حل المهام المطروحة أمام مجموعة "العشرين"، وإنها منفتحة للحوار والعمل المشترك البناء، مشيرأ إلى أن"الإجراءات العالمية لا يمكن أن تكون فعالة إلا في حال اعتمادها على أراء ومصالح مجموعات مختلفة".وجاء في الرسالة ايضا انه"من أجل رفع الفاعلية والشفافية والثقة بعملنا فإننا نعتزم إجراء مشاورات واسعة مع كافة الأطراف المعنية والبلدان التي لا تدخل في المجموعة وكذلك مع منظمات الخبراء والنقابات الدولية وقطاع البزنس والمجتمع المدني والشباب.وجاء في الرسالة:" إننا نعول على أن الرئاسة الروسية في مجموعة العشرين ستسمح بتنسيق جهود البلدان المشاركة من أجل بلوغ الأهداف المشتركة وحل أكثر المشاكل الاقتصادية العالمية إلحاحا وضمان النمو المستقر لخير المجتمع الدولي برمته. ونأمل بأن تساعد الرئاسة الروسية في رفع المستوى المعيشي لملايين الناس في كوكبنا".يذكر أن مجموعة "العشرين"، التي تمثل ثلثي سكان العالم، تشكلت عام 1999. ومنذ عام 2008 شرعت المجموعة في عقد لقاءات قمة لرؤساء الدول المنتمية إليها.وتبلغ حصة دول المجموعة 90 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي على نطاق العالم، وأكثر من 80 بالمائة من حجم التجارة العالمية.وتضم مجموعة "العشرين" 19 دولة وتكتلا إقليميا واحدا، وبالتحديد روسيا، الولاياتالمتحدة، ألمانيا، اليابان، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، كندا، الصين، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، الهند، إندونيسيا، المكسيك، السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبيا وتركيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي.وتنعقد قمة مجموعة "العشرين" القادمة في 5 – 6 أيلول/سبتمبر عام 2013 في أحد القصور التاريخية الفاخرة بمدينة سان بطرسبورغ الروسية.