دعا غوردون براون رئيس الحكومة البريطانية حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم علاقاتهما مع روسيا لمنعها من ''ارتكاب عدوان آخر'' على حد تعبيره. وأكد براون في حديث لصحيفة ''الأوبزرفر'' البريطانية أن ما فعلته روسيا في جورجيا شدد على ضرورة أن تتحرك أوروبا بصورة عاجلة للعثور على مصادر بديلة للنفط والغاز. وأضاف براون ''لا يمكن أن يسمح لأي بلد أن يخنق أوروبا في مجال الطاقة، دون تحرك عاجل، نجازف بأن نتجه مثل السائرين نياما نحو الاعتماد في التزود بالطاقة على شركاء اقل استقرارا أو اقل موثوقية''. وأضاف: على الأوروبيين أن يبادروا بسرعة أكبر لإقامة علاقات مع منتجين آخرين للنفط والغاز، كان يتزودوا على سبيل المثال بكميات اكبر من بحر قزوين لتخفيف اعتمادهم الزائد على روسيا''. وتابع براون بأنه سيدافع في بروكسل خلال قمة القادة الأوروبيين عن ضرورة أن تقر روسيا بوحدة أراضي جورجيا، وان تسحب قواتها إلى المواقع التي كانت تشغلها قبل مهاجمة جورجيا لمنطقة اوسيتيا الجنوبية، وكشف انه لفت انتباه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إلى أن عليه أن يتوقع ''ردا أوروبيا حاسما'' بشأن القضية الجورجية. واعتبر، أن روسيا تحولت إلى قوة اقتصادية من خلال ''جني مكاسب نظام عالمي مستقر، يقوم على اتفاقيات تجعل التجارة والاستثمارات ممكنة ومجزية، وتابع براون: ''عندما تكون لدى روسيا شكاوى بشأن مسائل مثل اوسيتيا الجنوبية، عليها أن تتصرف في الإطار المشترك على أساس الاتفاق، وليس بصورة منفردة باستخدام القوة''، وأوضح براون أن رسالته إلى روسيا بسيطة وهي ''إذا أردتم أن يتم قبولكم في منظمات مثل مجموعة الثماني ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة التجارة العالمية، عليكم أن تقبلوا بأن الحقوق تترتب عليها مسؤوليات''. وكانت روسيا نفت في وقت سابق عزمها خفض صادراتها من الطاقة إلى أوروبا على خلفية نزاعها المسلح مع جورجيا بشأن إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وأكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين التزام بلاده بتصدير الطاقة ورفضها ما وصفه بتسييس العلاقات الاقتصادية الدولية، وتأتي هذه المواقف بعد التداعيات السياسية التي خلفها النزاع الروسي الجورجي التي توجت باعتراف موسكو باستقلال إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وكانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد دعت إلى عقد هذه القمة لتحديد موقف مشترك من الأزمة بين روسيا وجورجيا، وتحديد الموقف الواجب اتخاذه حيال موسكو.