رسم ممثل المكتب الدولي للشغل في إفريقيا لوحة قاتمة عن أوضاع القارة السمراء، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حيث لن تتعدى نسبة النمو في القارة 5 بالمائة سنة 2013، فيما لا تزال نسبة التبادلات التجارية تتراوح بين 10 إلى 12 بالمائة، وقال إن إفريقيا مطالبة بإنشاء 11 مليون منصب شغل كل سنة إلى غاية .2015 ووجه المؤتمرون الأفارقة رسالة خاصة للرئيس بوتفليقة، على نحو يعطي انطباعا أنهم يريدونه رجل العهدة الرابعة. المؤتمر العاشر لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية التي افتتحت فعالياتها صبيحة أمس بفندق الأوراسي بالعاصمة، وينتظر أن تختتم أشغالها يوم الجمعة تحت الرعاية السامية للرئيس بوتفليقة، أُضفيت عليه هالة خاصة ليصوّر في شكل الحدث الهام، حضره الوزير الأول عبد المالك سلال، والطيب لوح كممثل للحكومة، والمدير العام للأمن الوطني، والأمين العام للاتحاد الإفريقي وعدد من سفراء الدول الإفريقية ورؤساء نقابات عربية وأوروبية وآسيوية. وقال ممثل المكتب الدولي للشغل في إفريقيا، إن انعقاد المؤتمر يتزامن والأزمة الاقتصادية العالمية المتواصلة، وتركت ارتداداتها الكبيرة في إيطاليا التي وصلت بها نسبة البطالة إلى 36 بالمائة، ولم تسلم من تفشي البطالة لا فرنسا ولا إسبانيا ولا اليونان وغيرها، وهي الأزمة التي لم تمر دون أن تترك تداعياتها على دول القارة السمراء. وأشار إلى أن الاتحاد الإفريقي الذي يستعد للاحتفال بخمسينيته سنة 2013، لن تتجاوز نسبة نموه الاقتصادي السنة المقبلة 5 بالمائة، فيما لاتزال التجارة الإفريقية حبيسة بين 10 إلى 12 بالمائة. أما من ناحية الشغل، فمن أصل 10 أشخاص يعملون، نجد 4 منهم يزاولون عملا هشا، وقال إن وحدة الشعوب الإفريقية لابد أن تكون اقتصادية وليس سياسية فقط، والتحدي الذي تواجهه القارة، اليوم، في ظل الأزمة العالمية هو ضرورة إنشائها ل11 مليون منصب شغل كل سنة إلى غاية 2015، لتخفيض نسبة البطالة وتقليص معدّلات الفقر. وقد حرص وزير العمل، الطيب لوح، كممثل للحكومة على عرض التجربة الجزائرية في محاربة البطالة، وتكريس الحوار الاجتماعي، وإصلاح منظومة الضمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية، وقال: ''إن الجميع، نقابات وسلطات، مدعو إلى تطوير الخيارات، لتحسين ظروف معيشة المواطنين''، ونبه إلى أن قمة وافادوفو لرؤساء الدول سنة 2004 تبقى هي خارطة الطريق في عمل منظمة الوحدة النقابية الإفريقية، في محاربة الفقر والبطالة. وحرص رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية بشكل لافت على توجيه رسالة شكر للرئيس بوتفليقة قرأها على المؤتمرين، جاء فيها أن النقابات المنضوية تحت المنظمة تشكركم على جهودكم المبذولة على الصعيد الإفريقي. فيما كان الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية قد تقدم بطلب إضفاء الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية على المؤتمر العاشر، وذلك على نحو ما تشير إليه رسالة مؤرخة في 18 أكتوبر 2012 كما لو أن زعماء المنظمة النقابية الإفريقية يريدونه رجل العهدة الرابعة، ليقف إلى جنب دول إفريقيا.