احتضنت مكتبة مالك بن نبي، بعين تموشنت، أول أمس، ملتقى حول الانتفاضة الشعبية للتاسع ديسمبر من عام 1960 بمدينة عين تموشنت. وعرفت التظاهرة المنظمة من قبل الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، ثلاث محاضرات، الأولى كانت من قبل مولاي ملياني بغدادي، أستاذ التاريخ والمحامي تحت عنوان ''الوضع السياسي والعسكري قبل 9 ديسمبر ''1960 حيث تطرق إلى الثورة التحريرية واتساع رقعتها على المستوى الوطني والدولي، منها مؤتمر باندونغ واعترافه الصريح باستقلال الجزائر تسجيل القضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أين أزيلت، يقول المحاضر الخرافة الاستعمارية، التي كانت تعتبر القضية الجزائرية من خصوصيات فرنسا الداخلية. وتناول الكاتب والصحفي مواس سعيد في محاضرته ''مجريات أحداث 9 ديسمبر 1960 بعين تموشنت'' التحضيرات لزيارة الجنرال ديغول من طرف المعمّرين، التي كانت موجّهة للسكان العرب والمسلمين لتجنيدهم لاستقباله، ليؤكد أن الزيارة كانت تعتبر بمثابة حملة انتخابية لقبول مشروع الجزائر فرنسية واقتراح تقرير المصير يوم الثامن جانفي من عام 1961 قصد قبول المشروع. مردفا ''لكن أحداث ديسمبر ومنها أول محطة خلال زيارة الجنرال لعين تموشنت، أخلطت أوراق الجنرال وذهب ديغول من عين تموشنت بقناعة أن استقلال الجزائر لا مفر منه''. كما تطرق رقيق ميلود باحث في التاريخ إلى موضوع ''انعكاسات أحداث ديسمبر 1960 على المستوى الدولي''، من خلال النتائج الداخلية والخارجية لمظاهرات ديسمبر رافضا تحديد يوم معين، كون المظاهرات دامت 15 يوما على الأقل على مستوى عين تموشنت، حسبه، أين قام سكان المنطقة بمناوشات مع المعمّرين بعد مغادرة ديغول المدينة في التاسع ديسمبر، وحضر التجوال الذي أقره المستعمر في ليلة التاسع ديسمبر، وقتل مجموعة من الشباب ببلدية سيدي بن عدة ورميهم في بئر، أما النتائج على المستوى الوطني اعتبرها المحاضر المنعرج الحاسم في مسار الثورة التحريرية، حيث تم إبطال كل الاستنتاجات السياسية التي جاء بها الجنرال ديغول.