أشارت مارسدن في تصريحات نقلتها صحيفة "الصحافة" الصادرة بالخرطوم اليوم الخميس إلى أن القتال أفرز وضعا إنسانيا خطيرا خاصة بعد توسع المعارك في الأسابيع الأخيرة بجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقالت المبعوثة الأوروبية إنها أبلغت المسئولين في الحكومة 6 رسائل واضحة ومحددة خلال زيارتها للسودان والتي امتدت ل 10 أيام شملت أهمية تنفيذ اتفاق التعاون الموقع في أديس أبابا بين السودان وجنوب السودان والسعي للخروج بنتائج طيبة من خلال اجتماعات الآلية السياسية الأمنية المشتركة التي ستستأنف في بالعاصمة الأثيوبية بعد غد السبت والدخول في حوار مباشر مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لمخاطبة الأزمة الإنسانية في النيل الأزرق وجنوب كردفان.وأضافت مارسدن إلى ما سبق ضرورة مخاطبة القضايا العالقة مع جنوب السودان خاصة الوضع النهائي لأبيي والمناطق الحدودية المتنازع عليها والتحرك لإحراز تقدم بشأن تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور، وأخيرا إجراء إصلاحات في الحكم وحقوق الإنسان.وأشارت مارسدن إلى أنها نقلت موقف الاتحاد الأوروبي من قضايا السودان خلال لقاءاتها مع المسئولين بالخرطوم وأكدت أن الاتحاد الأوروبي لديه شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأفريقي قائلة "نحن ملتزمون بتقديم دعم قوي وفعال لجهود اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي لإقرار السلام بين السودان وجنوب السودان."ورأت أن تنفيذ اتفاق التعاون الموقع في أديس أبابا بين الخرطوم وجوبا في سبتمبر الماضي، يعتبر خطوة رئيسية لتطبيع العلاقات بين البلدين، وتوسيع العلاقات الاقتصادية لفائدة الشعبين، معربة عن قلق الاتحاد الأوروبي من البطء الذي لازم تنفيذ الاتفاق.كما اعتبرت اجتماعات الآلية السياسية الأمنية المشتركة التي ستستأنف في اديس أبابا السبت المقبل، فرصة طيبة لتفعيل آليات الحدود بما فيها سحب الجيشين لإقامة منطقة عازلة ولتنشيط فرق التحقق والمراقبة للقيام بواجبها للتحري حول أي انتهاك يقع من الطرفين. وقالت مارسدن إن الأوضاع في المنطقتين تدفع الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال للاستعجال لحوار مباشر، لمخاطبة الأزمة الإنسانية، معربة عن قلق الاتحاد الأوروبي العميق من القتال الذي يدور في المنطقتين والذي أفرز وضعا إنسانيا خطيرا، خاصة بعد توسع المعارك مع موسم الجفاف، ما يعني المزيد من المعاناة للمدنيين، وطالبت بالتحرك الفوري العاجل لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يرى الطرفين يبدآن محادثات فورية بهدف التوصل الى اتفاق لوقف العدائيات وتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية للمتضررين، والسعي لإيجاد حلول سياسية كما هو منصوص في قرار مجلس الامن الدولي 2046.وأعربت مارسدن عن اعتقادها أنه لا يمكن حل المسائل عسكريا،وأن الطريق الأمثل هو الحوار المباشر، كما دعت إلى ضرورة مخاطبة القضايا العالقة بين لسودانيين خاصة الوضع النهائي لأبيي، والمناطق الحدودية المتنازع عليها.وشددت على دعم الاتحاد الأوروبي لمقترح الوساطة الافريقية، كما طالبت الطرفين بالاسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة لإنفاذ اتفاق 20 يونيو 2011 والخاص بتكوين ادارية أبيي، لكنها دعت أيضا المجتمع الدولي للاستماع إلى صوت قبائل "المسيرية" في منطقة أبيي.