أقرت السلطات الجزائرية إجراءات ''تحفظية'' لمنع انتقال مرض جنون البقر إلى الجزائر، حيث تم تشديد الرقابة على مستوى الموانئ والمطارات والحدود البرية، بعد قرار السعودية، أول أمس، مقاطعة اللحوم المجمدة القادمة من البرازيل، بعد كل من الصين وروسيا واليابان وماليزيا. ويأتي هذا الإجراء تحسبا لتجميد تعامل المصالح الفلاحية الجزائرية مع نظيرتها البرازيلية في حالة عجز هذا البلد عن احتواء هذا المرض والقضاء عليه نهائيا. كشف مدير المصالح البيطرية على مستوى وزارة الفلاحة، بوغانم كريم، في تصريح ل''الخبر'' أمس، بأن السلطات الجزائرية قررت تكثيف المراقبة على مستوى الموانئ والمطارات والحدود البرية، تجنبا لانتشار مرض جنون البقر بين مستهلكي اللحوم المجمدة البرازيلية، مضيفا بأن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية لم تصنف الحالة المرضية للبقر البرازيلي في الخانة الخطيرة، ما يفسر قرار الجزائر الاكتفاء بتكثيف الرقابة. من جهته، كشف مدير فرعي بالمصالح البيطرية على مستوى وزارة الفلاحة، علي عبدة، بأن الجزائر اتخذت إجراءات ''تحفظية'' بخصوص استيراد لحم البقر المجمد من البرازيل، بعد إعلان هذا البلد اكتشاف إصابة عدد من الأبقار بمرض جنون البقر، وقرت المصالح الفلاحية بناء على ذلك متابعة الوضع، في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق الذي فتحته مصالح القطاع في البلد المصدر. وشرعت المصالح البيطرية على مستوى وزارة الفلاحة في اتصالات مكثفة مع السلطات البرازيلية، تبعا لحالة الطوارئ التي أعلن عنها هذا البلد، بعد عجزه عن احتواء مرض جنون البقر المسجل منذ 2010، غير أن تفاقم المرض والانتشار الكبير لبؤر المرض أجبر المصالح الفلاحية على إعلان حالة استنفار، من خلال منع تداول لحم البقر، إلى غاية تحديد واحتواء جميع البؤر والقضاء عليها. وقالت مصادر مسؤولة من القطاع إنه بمجرد الإعلان عن حالة الطوارئ، سارعت عدة دول وعلى رأسها اليابان وروسيا وماليزيا والصين إلى وقف جميع تعاملاتها مع البرازيل في هذا الإطار، عكس السلطات الجزائرية التي فضلت ترقب ما سيسفر عنه التحقيق الذي باشرته مصالح ذات البلد، بخصوص إمكانية احتواء المرض. وحسب ذات المصادر، فإن إعلان العربية السعودية عن قرار مقاطعة استيراد هذه اللحوم، أول أمس، كان وراء تحرك السلطات الجزائرية واتخاذ ''إجراءات تحفظية ومتابعة الوضع..''، وهي خطوة متأخرة جدا بالنظر إلى أن بؤر المرض اكتشفت منذ ثلاث سنوات، وهي فترة لم ينقطع فيها تموين السوق الجزائرية باللحم المجمد البرازيلي. وبمجرد الإعلان عن الخبر، طلبت السلطات الجزائرية من نظيرتها في البرازيل تزويدها بتقارير مدققة عن الوضع، بالنظر إلى الكميات المعتبرة التي يتم اقتناؤها من هذا البلد بعد الهند، كونها تتميز بجودة تفسر إقبال المستهلك الجزائري عليها، موازاة مع سعرها الذي يعتبر في متناول الجميع ولا يتجاوز 550 دينار. وقدرت مصالح الجمارك كميات اللحوم المجمدة، خاصة من نوع البقر، والمستورد من مختلف البلدان، منذ جانفي، بأكثر من 35 ألف طن، بهدف تلبية الطلب المتزايد عليها خاصة في شهر رمضان.