قطرات ''أزيترومسين'' تحدث ثورة في مجال علاج ''التراكوما'' بالجنوب كشف البروفيسور محمد الطاهر نوري، رئيس مصلحة أمراض العيون بمستشفى بني مسوس بالعاصمة، أن 15 بالمائة من أطفال الجنوب يعانون من داء الرمد الحبيبي المسبب للعمى في كثير من الحالات. وأضاف أن سكان المنطقة سيستفيدون من علاج جديد اعتادته السلطات الصحية بداية من شهر جانفي القادم، واصفا إياه بأحدث العلاجات الخاصة بهذا المرض. ما هي أسباب انتشار الرمد الحبيبي لدى أطفال الجنوب دون غيرهم من أطفال المناطق الأخرى من الوطن؟ لا يخفى عليكم أن الذباب ينتشر بكثرة في مناطق الجنوب والجنوب الشرقي، حيث تجلب واحات النخيل التي تميز المنطقة هذه الحشرة التي عادة ما تنجذب إلى المناطق الرطبة في جسم الإنسان وتحديدا العيون، وبالتالي نجدها تتنقل بين أعين الأطفال لتنقل معها داء الرمد الحبيبي الذي يتميز بكونه رمدا مزمنا ومعديا يصيب كلاّ من ملتحمة العين والقرنية. وهذه الإصابة تتسبب في تعرضها للتلف مما يؤدي إلى العمى، حيث أن الاحتكاك الدائم للرموش مع القرنية ومع مرور الزمن يتلف بصر العين. هناك عامل آخر يزيد من المضاعفات، بالإضافة إلى المناخ الحار والجاف الذي يميّز المنطقة، يرجح انتشار داء التهاب الجفن المعدي الذي ينتقل من طفل لآخر بسهولة وسرعة، مما يتسبب بدوره في الإصابة بداء الرمد الحبيبي لدى السكان وفي مقدمتهم الصغار كونهم سريعي التأثر بكل إصابة خارجية. وما نوعية العلاج الموجه لهؤلاء المرضى؟ قبل التطرق للعلاج، أود فقط أن أشير إلى أن تركيزنا على فئة الأطفال ممثل في حصرنا للمصابين بالداء منهم. وقد تم ذلك من خلال تحقيق ميداني أجراه أطباء مصلحة أمراض العيون لمستشفى بني مسوس سنة 2000 على مستوى ولايات غرداية، وورفلة والوادي بينت نتائجه إصابة 15 بالمائة من أطفال ذات المناطق بداء الرمد الحبيبي وهي نسبة معتبرة، وكان العلاج الوحيد للداء ممثل في مرهم العين الذي يجب وضعه بمعدل مرتين في اليوم ولمدة 4 إلى 6 أسابيع، لكن ما لاحظناه خلال ترددنا على مدارس ولايات الجنوب والجنوب الشرقي هو رفض الأطفال وضع المرهم رغم أنه كان العلاج الوحيد للمرض. والجديد الذي أود أن أتطرق إليه في هذا المجال وأظن أنه بشرى لصغار المنطقة، هو انطلاق معالجة الداء بدءا من جانفي 2013 بدواء جديد ممثل في قطرات ''أزيترومسين'' التي أحدثت ثورة في مجال علاج التراكوما عبر دول العالم، والمذهل في العلاج أنه علاج لثلاثة أيام فقط وبمعدل مرتين في اليوم، سوف يتقبله الطفل بالتأكيد ويعطي نتائجه. علما بأننا قمنا منذ مدة بتجربة الدواء على أطفال منطقة ''طيبات'' بتفرت و''نقوسة'' بورفلة وأعطى نتائج رائعة، بادرت على إثرها وزارة الصحة إلى استيراد كميات معتبرة منه، على أساس مباشرة العلاج بداية .2013 هل علاج ثلاثة أيام كاف للتخلص من المرض نهائيا؟ لا طبعا، العلاج يمتد عبر 3 سنوات، حيث سطّرنا برنامجا على مدى هذه السنوات، على أن تعطى للصغار جرعة من الدواء كل سنة، وبعد الثلاث سنوات، سوف نقوم بتحقيق وسط الصغار الذين خضعوا للعلاج لتقييم فعاليته. وأود أن أشير في هذا المجال إلى أن هدفنا هو أن ننقص من انتشار الداء قدر المستطاع والوصول بعد 3 سنوات إلى عتبة ما دون 5 بالمائة من الإصابات، وبالتالي تحقيق قفزة نوعية في مجال القضاء على داء الرمد الحبيبي بالجزائر.