رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع الصحفيين عقدت اليوم الخميس، في موسكو واستمرت خلال أربع ساعات و33 دقيقة، على 81 سؤالا طرحها صحفيون روس وأجانب. وتناولت الأسئلة مواضيع شتى، وكان من بينها سؤال عن "نهاية العالم" وحالته الصحية وعن سوريا والعلاقات الروسية الأمريكية.نفى بوتين صحة الشائعات عن تدهور حالته الصحية، قائلا إن تلك الشائعات "في مصلحة المعارضين السياسيين الذين يسعون إلى التشكيك بشرعية السلطة وقدرتها على العمل".وعن التوقعات ب"نهاية العالم" في 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري قال بوتين إن "العالم سيقضي نحبه" بعد 4.5 مليار سنة.وأوضح بوتين أن مدة عمل الشمس تبلغ 9 إلى 10 مليارات سنة، وقد انقضى نصف هذه المدة، وسوف تنطفئ الشمس بعد 4.5 مليار سنة، مشيرا إلى أن هذه هي نهاية العالم.وحول نظام الحكم الذي يديره في روسيا قال بوتين إنه نظام الحكم الديمقراطي وليس نظام الحكم الفردي، مشيرا إلى أن قراره ترك منصب الرئاسة الأولى بعد انقضاء فترتين رئاستين متتاليتين هو أبلغ دليل على أن نظام الحكم في روسيا ليس فرديا ولا استبداديا.وأكد أن نظام الحكم الذي تم إنشاؤه في روسيا في الفترة الأخيرة ضمن الاستقرار في البلاد، منوها إلى أن النظام الذي يضمن الاستقرار ويحترم الدستور ويحقق القوانين هو النظام الديمقراطي لأن الديمقراطية ليست فوضى.وأكد بوتين أنه تم تخفيف الحكم الصادر بحق الرئيس السابق لشركة "يوكوس" النفطية، ميخائيل خودوركوفسكي من 13 إلى 11 سنة، مشيرا إلى أن هذا تم بموجب تعديلات أدخلت على قانون العقوبات الروسي، نافيا بذلك أن يكون الأمر قد تم استجابة لضغوط أحد ما. وحول مشروع القانون الذي يناقشه البرلمان الروسي في هذه الأيام والذي يدعو إلى فرض عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان في الولاياتالمتحدةالأمريكية قال بوتين إنه رد مناسب على قانون أمريكي "معاد لروسيا".وصوت مجلس النواب الروسي أمس في القراءة الثانية لصالح إقرار مشروع القانون الذي يدعو إلى فرض عقوبات على منتهكي حقوق المواطنين الروس، ردا على ما يسمى بقانون ماغنيتسكي الذي يطالب بحظر دخول مسؤولين روس "انتهكوا حقوق" الخبير القانوني سيرغي ماغنيتسكي الذي توفي في سجن روسي حبس فيه على ذمة التحقيق في التهرب من دفع ضرائب، إلى الولاياتالمتحدة وتجميد أرصدتهم في البنوك الأمريكية.وقال بوتين إن القضية ليس في منع الموظفين من إيداع الأموال في البنوك الأجنبية ومنعهم من تملك العقارات في البلدان الأجنبية وإنما في سنّ "القانون المعادي لروسيا" الذي حل محل قانون آخر معاد للاتحاد السوفيتي، في إشارة إلى قانون (تعديل) جاكسون فانيك الذي كان يفرض قيودا على التجارة مع الاتحاد السوفيتي والذي ألغاه البرلمان الأمريكي أخيرا. وعبر بوتين عن استنكاره لما يتعرض له المسجونون في السجون الأمريكية، قائلا إن "شركاءنا في الولاياتالمتحدة" والمشرعين الأمريكيين يهتمون بحقوق الإنسان في السجون الروسية في وقت يواجهون فيه مشاكل كثيرة في سجونهم.. "ولقد قلت إنهم يحتجزون الناس في سجن أبو غريب وسجن غوانتانامو خلال سنوات طويلة دون توجيه تهمة. إنه أمر غير معقول. وليس هذا فقط، بل يمشي المسجونون هناك مكبلين".وأضاف: لو حصل شيء كهذا في روسيا لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها. كشف بوتين أن خلاف موسكو وواشنطن حول العراق أفسد العلاقات الروسية الأمريكية.وأوضح قائلا: "كانت علاقاتنا (مع الولاياتالمتحدة) طبيعية وحسنة، وفسدت بسبب أنه كان لنا موقف مغاير من العراق. ومن هنا بدأت مشاكل".وأشار بوتين إلى أنه لا يوافق الأمريكيين على الوسائل التي استخدموها لتسوية مشكلة صدام حسين.بالإضافة إلى الخلاف حول العراق فسدت العلاقات الروسية الأمريكية بسبب خطة الأمريكيين لنشر شبكة مضادة للصواريخ في أوروبا قرب الحدود الغربيةلروسيا.وقال بوتين إن كل ذلك "يُفسد علاقاتنا ولكنني أريد أن أكرر ما قاله الرئيس الأمريكي الثاني والأربعون من أن كلا منا ليس عدوا للآخر، وأنا أتفق مع هذا الرأي".وحول موقفه من النزاع السوري قال بوتين إنه لا يريد أن تتعرض سوريا لما تتعرض له ليبيا، مشيرا إلى أن ليبيا تتعرض لتفكك الآن، وتشهد ارتكاب أخطاء وجرائم مثل مقتل السفير الأمريكي.وأشار إلى أن الشيء الذي تهتم به روسيا في سوريا هو وقف الحرب الأهلية ومنع تعرض المنطقة وسوريا لتفكك.وأكد أن روسيا ترى لها مصلحة في إنقاذ سوريا من الحرب والتفكك، وتتصرف من منطلق هذه المصلحة، مشيرا إلى أنه يرى أنه من الضروري أن يتفق السوريون في ما بينهم أولا على كيف يعيشون، ثم يتعاملون مع قضية نظام الحكم وليس العكس، ومنوها إلى أنه لا يمكن أن يمهد أي انتصار عسكري للاتفاق المطلوب تحقيقه.. "أظن أنه لا مكان هناك لاتفاق يستند إلى انتصار عسكري، ولن يكون مثل هذا الاتفاق مجدياً. أما بالنسبة لما سيكون هناك فإن هذا يتوقف أولا على الشعب السوري بأسره".