طالبت الخارجية الفرنسية تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' بإطلاق سراح الرهائن الفرنسيين ''سالمين ومعافين''، ردا على تسجيل مصور للقيادي في التنظيم ''عبد الحميد أبو زيد''، أشار فيه إلى أن فرنسا هي التي أوقفت المفاوضات لتحرير الرهائن. قالت الخارجية الفرنسية في بيان أمس إن ''السلطات الفرنسية تواصل المطالبة بتحرير مواطنينا المحتجزين كرهائن في الساحل سالمين ومعافين''، مشيرة إلى أن سلطات باريس ''كاملة الاستنفار للوصول إلى هذه النتيجة''، وأضاف المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فانسون فلورياني أنه ''لم تهمل أي طريقة لتحذير المواطنين الفرنسيين الموجودين في الساحل'' من الخطر الذي يواجهونه، حيث يوجد في منطقة الساحل ما يقارب 30 ألف مواطن فرنسي. وجاء التوضيح الفرنسي ساعات فقط بعد إفادة الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، أن فرنسا هي التي أوقفت المفاوضات بشأن الإفراج عن أربعة رهائن فرنسيين ''تقريبا منذ سنة بلغنا فرنسا بمطالبنا، وإلى هذا الوقت ما وجدنا إجابة معتمد عليها''. حيث ظهر عبد الحميد أبو زيد في تسجيل مصور، هو الأول له، يتحدث فيه عن أربعة رهائن فرنسيين خطفوا من النيجر قبل نحو عامين، وبدا أن أبو زيد يرد في التسجيل على رسالة من أهالي الرهائن قائلا: ''الموضوع هو الرد على سؤال من بعض أهالي الأسرى''، حيث تلقى التنظيم في وقت سابق رسالة مصورة من ألبيير لوغراه، أحد أقارب الرهائن، وقال أبو زيد ''المفاوضات متوقفة من طرف فرنسا وليس من طرفنا''. وكان عبد الحميد أبو زيد يتحدث بصوت خافت في التسجيل يوحي بإرهاق، وقد ارتدى زيا أفغانيا وبدا أكثر تقدما في العمر مما هو معروف عنه، حيث أطلق لحية غطاها الشيب، وقال في التسجيل الذي بثه موقع ''صحراء ميديا'' الإلكتروني ''إن ملف الأسرى في البداية كان عند القاعدة المركزية'' في أفغانستان، مضيفا أنه عندما عاد الملف إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ''منذ سنة تقريبا أبلغنا فرنسا بالاستعداد للمفاوضات وإلى الآن لم نتلق أي إجابة عنه''، وفق تعبيره. وأضاف في التسجيل المصور الذي لم تتجاوز مدته أربع دقائق إن ''المفاوضات تم توقيفها وتعطيلها التام من طرف الفرنسيين أنفسهم، أما بالنسبة للقاعدة فنحن مع المفاوضات''، لذلك ''توقيت المفاوضات الثاني من عند الفرنسيين''، وقصد أن التنظيم يترقب فتح الحكومة الفرنسية باب تفاوض جديدا. وفي ختام التسجيل أكد عبد الحميد أبو زيد أن الأسرى أحياء قائلا ''نؤكد أن الأسرى أحياء يرزقون إلى حد الساعة''، وفق تعبيره. وكانت بعض عائلات الرهائن الفرنسيين المختطفين بآرليت، شمالي النيجر، منذ سبتمبر 2010، قد وجهوا رسالة مصورة قبل شهر إلى تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، يطالبون فيها بإعطائهم معلومات عن مصير أقاربهم، مبدين تعهدهم بالعمل على إطلاق ''مفاوضات حقيقية'' بين الخاطفين والحكومة الفرنسية. والفرنسيون الأربعة كانوا عمالا متعاقدين مع شركتي أريفا وفينتشي الفرنسيتين، وقد خطفوا من منطقة أرليت، حيث تتوزع عدة مناجم لليورانيوم، وكان بين المختطفين رعية من الطوغو ورعية من مدغشقر.