باشرت أمس، لجنة تفتيش جهوية أوفدتها المديرية الجهوية لبريد الجزائر بقسنطينة إلى خنشلة، لمباشرة التحقيق رفقة لجنة من بريد الجزائر المحلي، في التدقيق في قضية استيلاء موظف من بريد النصر على مبلغ 6 ,4 مليار سنتيم، في الوقت الذي لا يزال مصير المبلغ واللصوص مجهولا. وقائع الحادثة تعود إلى قيام موظف يعمل مفتشا للشبابيك عند الخامسة مساء باستدراج القابض، وقاما بجولة عبر أحياء مدينة خنشلة، ثم تناولا وجبة العشاء، ليلة الخميس الى الجمعة، ببلدية المحمل، وعند الساعة التاسعة أخرج مرافق ثالث لهما سكينا ووضعه في رقبة القابض، طالبا منه مفاتيح المركز، والمكاتب بما فيها خزانات الأموال ومفاتيح الموزع الآلي للأوراق النقدية. وبعد حصولهما على ما أرادا قاما بالاعتداء على القابض بالضرب قبل تقييده ورميه وسط المدينة بعد تغطية رأسه بكيس، ليتوجه المتهم الرئيسي صوب مركز البريد، حيث أوهم الحراس أن القابض أرسله ليأخذ بعض أغراضه، وبحكم معرفة الحراس به لم يولوا لهذه الحيلة أي اهتمام، فدخل وجمع كل الأوراق النقدية الموجودة في الخزانات، ثم غادر إلى وجهة مجهولة. أما القابض، وبعد أن تمكن مواطنون من فك قيده، فقد توجه على الفور إلى مصالح الشرطة للتبليغ بما تعرض له، حيث صدموا لدى اكتشافهم خلو المركز البريدي من الأموال. وحسب مدير بريد الجزائر، فإن هذا الموظف موقوف عن العمل منذ شهر، وأعطيت تعليمات بمنعه من الدخول إلى أي مركز بريدي إلى غاية استكمال التحقيقات المفتوحة بخصوص قيامه بتحويل أموال من حسابات الزبائن. وإلى غاية يوم أمس، لا يزال المواطنون أصحاب الحسابات الجارية بالمركز المذكور يتوافدون للسؤال عن أرصدة حساباتهم، في حين يواصل محققو الشرطة والدرك الوطني تحرياتهم في خنشلة والولايات المجاورة لها من أجل إلقاء القبض على منفذي الاعتداء على القابض والسطو على أموال مركز البريد.