كشف مصدر مسؤول من سوناطراك، أن الحادث الذي وقع أول أمس بمصفاة سكيكدة التي تخضع لبرنامج التحديث والعصرنة للرفع من طاقتها الإنتاجية، سيتسبب في تأخير تاريخ استلام المصفاة الذي كان مرتقبا نهاية شهر فيفري المقبل، ما ستنجر عنه اضطرابات في التزود بالوقود خاصة في الولايات الجنوبية، حيث ستزداد حدة ندرة الوقود المسجلة خلال الأشهر الماضية، نتيجة تهريب كميات كبيرة منه عبر الحدود. وجاء هذا الحادث ليعطل مشروع سوناطراك بتوقيف الاستيراد تدريجيا، ابتداء من مارس المقبل، حسب ما صرحت به نائب رئيس الشركة المكلفة بالتسويق، السيدة بلحمدي والتي تحدثت عن تقليص واردات الجزائر، بعد الانتهاء من برنامج عصرنة مصفاة سكيكدة وانطلاقها في الإنتاج. وأرجعت المصدر ذاتها، في تصريح ل''الخبر''، سبب تضرر الفرن، إلى التجارب التقنية التي تم إجراؤها والرفع من مستوى هذه العمليات إلى ''أقصاها''، مشيرا إلى أن إعادة تعويض الفرن المنفجر، سيتطلب عدة أشهر أخرى. في نفس الإطار، أوضح نفس المصدر بأن انفجار الفرن يعتبر حادثا تقنيا، يمكن أن يتم تسجيله في هذه الحالات من التجارب. من جهة أخرى، قال نفس المصدر بأن فرقا مشكلة من الخبراء، تقوم، حاليا، بإعداد تقرير لتحديد ما انجر من خسائر بسبب انفجار الفرن، والتي ستتحملها شركات التأمين وإعادة التأمين التي فازت بصفقة التأمين على برنامج عصرنة المصفاة، في وقت قام الرئيس المدير العام، حميد زرفين، أمس، بزيارة خاطفة لمعاينة الحادث والوقوف على حجم الأضرار. على صعيد آخر، كشفت ذات المصادر عن احتمال مراجعة سوناطراك لبرنامجها الخاص باستيراد الوقود، الذي كان من المتوقع أن يتراوح بين 5, 2 إلى 3 ملايين طن نهاية السنة الماضية، ليتقلص تدريجيا خلال بداية هذه السنة إلى غاية استلام القطار الثاني من مصفاة سكيكدة، بعد أن تم الانتهاء من أشغال تحديث القطار الأول. لكن حادثة ليلة الخميس، ستضطر سوناطراك، حسب نفس المصدر، إلى مراجعة حساباتها وإعادة الرفع من وارداتها، في انتظار إعادة تشغيل كامل للمصفاة. للتذكير، عرفت عملية صيانة وتأهيل وعصرنة مصفاة سكيكدة التي تكفلت بها المجموعة الكورية الجنوبية ''سامسونغ''، مراحل عديدة لتستفيد هذه المصفاة من توسيع قدرة إنتاجها ب6, 1 مليون طن لتصل إلى 6 ,16 مليون طن مقابل 15 مليون طن سابقا، منها 7 ,4 مليون طن من المازوت ومليونا طن من البنزين. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تستهلك، حاليا، حوالي 14 مليون طن من المواد البترولية المشتقة، منها حوالي 12 مليون طن من الوقود، التي تشمل حوالي 3 ملايين طن من البنزين و7 ملايين طن من المازوت.