دعا ثلاثة من الوزراء القياديين في حزب جبهة التحرير الوطني، الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، إلى تقديم استقالته خلال الدورة المقبلة للجنة المركزية المقررة في نهاية الشهر الجاري. ووجه الوزراء الطيب لوح وعمار تو ورشيد حراوبية رسالة إلى الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، سلمت له خلال لقاء بهم يوم الخميس الماضي، طالبوه فيها بالتنحي. وجاء في رسالة الوزراء الثلاثة أنه ''بدت بجلاء كبير مؤشرات مقلقة بشأن مستقبل حزب جبهة التحرير الوطني في علاقاته داخل هياكله ومع محيطه السياسي والإداري، في تعاطيه مع مسار الإصلاحات السياسية التي أقرها الرئيس بوتفليقة''. واعتبرت الرسالة أن ''بعض التصرفات والتفاعلات مع التطورات السياسية الإصلاحية في رحلة مع أوضاع الحزب الداخلية ومع المحيطين السياسي والإداري، قد أخلت بالضوابط التي يجب أن تطبع سلوكيات حزب في صدارة الأغلبية، وهو ما ينذر بانكماش الحزب وعزلته''. واعتبرت أن ''كل انعزال أو عزلة يصيب حزب جبهة التحرير إداريا أو سياسيا سيفقده هذا الدور ويقصيه بالتدريج من الريادة السياسية، ويرشحه بفعل علاقاته المتوترة مع بعض مناضليه ومع محيطه إلى الركود والتراجع واستمرار الانشطار''. واعترف الوزراء الثلاثة بأنه ''خلال الانتخابات الماضية سايرنا كثيرا من الإكراهات في تسيير الحزب ووقفنا إلى جانب الأمين العام عبد العزيز بلخادم حتى نضمن أكبر الحظوظ لنجاح هذه الاستحقاقات''. وذكرت بعض المصادر أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، سيدعو إلى طرح لائحة لتعزيز الثقة في شخصه، خلال الدورة المقبلة للجنة المركزية لضمان بقائه في منصبه. وعقد بلخادم، أمس، جلسة مع عدد من إطارات الحزب من ولاية قسنطينة، قدموا للاحتجاج عليه لموافقته على تعيين محافظ ولائي ينتمي إلى الأرندي. ووعد بلخادم الغاضبين بإجراء تحريات عن المحافظ وتصحيح هذه الوضعية. لكن غالبية الإطارات التي التقته خرجت يائسة من إمكانية اتخاذ الأمين العام لأية خطوة في هذا الإطار. وقال المكلف بالإعلام في الحزب، قاسة عيسي، ل''الخبر''، إن ''المكتب السياسي للحزب سيعقد اليوم اجتماعا'' ولن تغيب القضايا السياسية والتنظيمية المتعلقة بوضعية الصراع الحاصل في الحزب عن أجندة الاجتماع.