التقى مساء أمس عبد العزيز زياري الذي كان على رأس وفد من أعضاء المكتب السياسي للأفلان مع عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب، من أجل دراسة الأوضاع الداخلية ودعوة الأمين العام إلى الوصول إلى صيغة توافقية داخليا، بما في ذلك احتمال الإنسحاب من القيادة. وجاء هذا الإجتماع ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها أعضاء الجهاز التنفيذي للحزب العتيد مع الأمين العام قصد إقناعه بضرورة استقالته لإنقاذ الجبهة التي تلقت هزيمتين متتاليتين في انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة، التي استحوذ الأرندي فيها على غالبية المقاعد وقبلها استحقاق الاقتراع المزدوج للمجالس البلدية والولائية . ويسعى محيط بلخادم إلى تبرئة ذمته من مسؤولية تراجع مكتسبات حزب جبهة التحرير الوطني على الساحة السياسية، حيث اجتمع أول أمس الخميس الوزراء الثلاثة على غرار عمار تو ورشيد حراوبية والطيب لوح مع الأمين العام للأفلان داخل المقر المركزي بحيدرة، لمحاولة الضغط عليه لتقديم استقالته خلال الدورة العادية السابعة للجنة المركزية المقرر انعقادها في ال31 جانفي الجاري، وتفادي تكرار "واقعة" فندق الرياض بسيدي فرج التي استعان فيها بلخادم بما أسموهم ب"البلطجية"، قصد منع خصومه من أصحاب مبادرة سحب الثقة منه من حضور أشغال دورة اللجنة المركزية السادسة. وأسرت مصادر موثوقة من محيط الأفلان إلى "السلام" نبأ اجتماع بلخادم مع أعضاء المكتب السياسي خلال اليومين القادمين تحضيرا لعقد دورة اللجنة المركزية، وكذا لمناقشة مسألة تقديمه لاستقالته من الأمانة العامة للحزب من عدمها، مبرزة حرص جهازه التنفيذي على تنحيته على خلفية حصاده الهزيل من الانتخابات المحلية والسينا التي استفاد منها غريمه الأرندي، بعدما فضلت معظم التشكيلات الحزبية التحالف معه على حساب الحزب العتيد، بحيث أرجعت السبب إلى سياسة بلخادم التي غذت حقد التشكيلات السياسة على الأفلان. وفي موضوع ذي صلة كشف أصحاب مبادرة سحب الثقة من بلخادم عن امتلاكهم لتوقيع أكثر من نصف أعضاء اللجنة المركزية المصرين على تنحية غريمهم خلال الدورة العادية السابعة للجنة المركزية، إذ هددوا بعقد دورة طارئة في حال ما كرر الأمين العام لسيناريو 15 جوان الفارط في سبيل تخليص الحزب العتيد منه، الذي خسر ولاء محيطه بمجرد فوزهم بمقاعد مجلس الأمة.