مرض التهاب القصيبات الهوائية مرض عدوي وفصلي كثير الانتشار، ولكنه حليم في أغلب الحالات، ويمسّ، على وجه الخصوص، الأطفال ما قبل العامين. غالبا ما يظهر هذا المرض الموسمي على شكل زكام أو التهاب المجاري التنفسية، كالأنف والبلعوم، ثم نلاحظ شيئا فشيئا ظهور السعال الذي يكون في بادئ الأمر جافا، أي دون تراكم الإفرازات داخل القصيبات، ثم يتبع بصعوبة في التنفّس، حيث يصبح الطفل يتنفّس بسرعة، وغالبا ما نسمع صفيرا إثرها، وكثيرا ما يرفض الطفل تناول وجباته الغذائية، وهو في هذه الحالة. إن هذا المرض في تزايد مستمر (يصل تقريبا 10% في كل سنة). أسباب التهاب القصيبات التنفسية عند الطفل السبب الرئيسي لهذا الداء هو فيروس ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق التنفس أو العطس أو السعال، أو بواسطة الأدوات الملوّثة أو اليدين.. إلخ، والذي يصيب الطفل عن طريق الأبوين أو الإخوان أو الأخوات الذين يعانون من الزكام الفصلي، وغالبا ما يساعد الاكتظاظ والسكن الضيق والتلوث (كالتدخين) وسوء التغذية.. على انتشار المرض أكثر. غالبا ما يشفى الطفل من مرضه بصفة تلقائية، بعد مرور قرابة 10 أيام، لكنه يبقى في حاجة إلى رعاية حتى يسترجع كامل قواه ووظائفه التنفسية، نادرا ما يترك هذا المرض آثارا. قد يصاب الطفل الحامل لالتهاب القصيبات التنفّسية بجرثوم زيادة عن الفيروس في حوالي 50% من الحالات، حيث نشاهد تصاعد الحمى وإصابة المناطق المجاورة، كالأذن أو تراكم إفرازات القصيبات..إلخ، وهذا قد يتطلّب إعادة النظر في العلاج. كما يقتضي الأمر، في حال ظهور أحد الأعراض الخطيرة التالية الإسراع بمعالجة الطفل بسرعة: كتدهور حالته الصحية، الصعوبة في التنفس، الازرقاق، معاناته من مرض ثان، كمرض القلب أو تعرّضه للجفاف، الحمى العالية..إلخ. العلاج: إن علاج مرض التهاب القصيبات التنفّسية عند الطفل يتطلّب مكافحة الأعراض والعناية بالمريض، بتزويده بوجباته الغذائية وكميات كافية من الماء وتنقية المجاري التنفسية كتنظيف الأنف بالسيروم، ثم توفير التهوية اللازمة له، ودرجة حرارة ملائمة، وإبعاده من التلوث والتدخين، على وجه الخصوص.