اتخذ الإجرام بالمدن الكبرى بولاية تيبازة، شكل حرب شوارع بين عصابات تحترف الإجرام وعرفت السنتين الماضيتين تشكّل عصابة منظّمة مختصة في الإجرام. وباتت مدن بأكملها تحت رحمة هذه العصابات التي تمكنت مصالح الأمن من تفكيكها، منها عصابة ''السلفادور'' التي اتخذ دوار معمر بلعيد بحجوط والمقبرة المسيحية وما جاورها مسرحا لتنفيذ اعتداءاتها وكذا عصابتي ''كونغا'' و''الذيبة'' المسبوقين قضائيا، حيث شنتا حرب عصابات وشوارع فيما بينها بعد إقدام عصابة ''الذيبة'' المتكونة من مسبوقين قضائيا بالاستيلاء على سيارة من نوع ''بيكانتو لمواطن تحت التهديد على مستوى حي 500 مسكن سوركسيد بحجوط سبتمبر الماضي، استعملوها في تصفية حسابات مع عصابة ''كونغا'' الذي تلقى طلقة من بندقية صيد بحري كبيرة الحجم استقّر سهمها في جمجمته، لتندلع المواجهات بين أفراد العصابتين، مما أثار الرعب في أوساط سكان المدينة. وقد تمكنت مصالح الأمن من تفكيك العصابتين بعد يوم كامل من المواجهات العنيفة مع أفرادها، استعمل فيها عناصر الأمن الرصاص المطاطي والمسدسات الكهربائية وأفراد العصابة المدجّجين بأسلحة بيضاء خطيرة واستعانت مصالح أمن الدائرة بفرقة خاصة من أمن الولاية. كما تمكنت مصالح الأمن من تفكيك عصابة ''القط'' التي ارتكز نشاطها بخميستي الميناء وخميستي المدينة، وكذا ''عصابة ''الكحلوش الوحش'' التي اتخذت من منقطة العقيد عباس وكرا لتنفيذ اعتداءاتها. وشهدت العملية مواجهات أصيب خلالها دركيين بجروح تضاف إليها عصابة ''لحرش'' التي كانت تنشط بالدواودة المدينة والدواودة البحرية ومنطقة مزفران''. وببلدية القليعة، تمكّنت مصالح أمن الدائرة مؤخرا من تفكيك عصابتي ''آكلي و''قوفريطة'' التي أثارت العرب باعتداءاتها المسلحة بالمنطقة وتم توقيف 25 شخصا من عناصرها. والملفت أن هذه العصابات كانت تشنّ حرب شوارع فيما بينها لفرض سيطرتها في شكل صراع زعامة. وكانت شوارع مدينة بواسماعيل سنة 2011 ساحة حرب حقيقية بين المجرمين الذين سيطروا على شوارع وأحياء بأكملها باستعمالهم السيوف وزجاجات المولوتوف وحتى بنادق الصيد البحري نهارا وفي ساعات متأخرة من الليل لخلافات فردية وجماعية وعمليات ثأر بين مسبوقين ينتمون لأحياء متفرقة ولأغراض السرقة والنهب تحت طائلة التهديد، ما أدى إلى سلب المدينة سكينتها. وتجلى صراع العصابات أيضا في اقتحام منازل عناصر العصابات المناوئة باستعمال زجاجات المولوتوف، الوضع الذي استغلّه بعض اللصوص في تنفيذ عمليات سرقة. وبلغ الأمر بعصابة أخرى من حي الكتيبة العمارية، إلى إقامة حاجز مزيّف على مستوى النقطة الدائرية ''لوفلا'' ابتزوا خلاله المواطنين باستعمال بنادق الصيد البحري الخطيرة، كما أقامت عصابة أخرى حاجزا مزيفا بالحجارة على مستوى نقطة الأشغال العمومية بمنطقة إقامة منشأة فنية بطريق الشعيبة، حيث أوقفوا سيارات قادمة إلى وسط المدينة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض واعتدوا على أصحابها.