لم تمض سوى أشهر معدودات على استعادة مدينة بواسماعيل في تيبازة استقرارها، عقب الحملة الأمنية التي قادتها مصالح أمن الدائرة قبيل الصائفة الماضية والتي أثمرت بشلّ نشاط عصابات التجمهر المسلح، حتى عاد هاجس عصابات السيوف والخناجر نهاية الأسبوع الماضي. بمجرد خروج عناصر خطيرة من تلك العصابات، قبل أسبوع فقط، من سجن البليدة، تحولت شوارع مدينة بواسماعيل إلى ميادين حرب بين ثلاث عصابات، حيث شهدت، نهاية الأسبوع، معارك بالسيوف و''الملوتوف'' ومقذوفات الإشارات البحرية، إثر معارك اندلعت فور خروج عناصر إحدى العصابات من السجن. فبعدما صدرت بحق بعضهم أحكام تتراوح ما بين 4 و7 سنوات من طرف محكمة القليعة الصيف الماضي، إثر إلقاء القبض عليهم بتهم تتعلق بانتهاك حرمة المنازل والإخلال بالنظام العام وحمل أسلحة بيضاء والمشاجرة، إثر توقيفهم في إطار المخطط الخاص بالقضاء على مظاهر الإجرام الذي أثمر بتوقيف أكثر من 43 متورطا في مثل تلك الجرائم، ها هي مدينة بواسماعيل تتحول إلى حلبة صراع بين ثلاث عصابات، يقودها أشخاص تورطوا في أحداث مماثلة شهر أفريل الماضي. ففي ليلة أول أمس، سجلت أعمال إخلال بالنظام العام والمشاجرة بأسلحة بيضاء في شارع الأمير عبدالقادر بين عصابة تقطن في الواجهة البحرية، يقودها مسبوق في أحداث مماثلة، وبين عصابة أخرى من الحي الشرقي للمدينة يقودها شخص خرج من السجن قبل خمسة أيام فقط، استعملت فيها السيوف وبنادق الصيد البحري، وأدت إلى زرع الرعب في أوساط سكان وتجار الشارع. كما نشبت معركة أخرى بشارع حجوط محمد، بين مجموعة مسلحة بالسيوف والخناجر وقوارير الملوتوف وكذا الإشارات البحرية، وبين أشخاص من عائلة واحدة، انتهت بسقوط شخص يدعى ''البارا'' بجروح متفاوتة، يرقد الآن في العناية المركزة بمستشفى القليعة. وفور تدخل عناصر الشرطة، تمكنت من حجز مطرقة ودراجتين ناريتين، استعملتا في نقل المتصارعين، إضافة إلى سيوف وبنادق صيد بحري وأسلحة بيضاء متنوعة، وهي نفس الأسلحة التي حجزت في أشهر سابقة بعد المداهمات التي شنتها ذات المصالح ضد بعض هؤلاء المسبوقين الذين قضوا أشهرا قليلة وراء القضبان، ثم عادوا للعبث بأمن وسكينة المواطنين.