مازال الانقسام السمة الأبرز للساحة السياسية في مصر، فقد قررت الأحزاب الإسلامية المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة في أكثر من قائمة، بعد تعرض حزب النور السلفي للانقسام، وتحالفت مجموعة منه مع جماعة الإخوان المسلمون، وفضلت مجموعة أخرى الاستقلال، كما فشلت مفاوضات الجبهة الوطنية للإنقاذ من جانب التيار المدني في الاتفاق على قائمة موحدة تمثلها، بعد اعتراض شباب حزب الدستور ''البرادعي'' على ضم الفلول للقائمة، وترددت تسريبات تؤكد أن الجبهة ستخوض الانتخابات في قائمتين منفصلتين. وكشف رامي رشدي، المحلل في الجماعات الإسلامية والحركات الدينية ل''الخبر''، أن الانقسام الذي حدث في حزب النور السلفي برعاية خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون، وكان لخدمة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة، وبعدما أعلن حزب الوطن برئاسة عماد عبد الغفور مستشار الرئيس مرسي ورئيس حزب النور سابقا، تم ضم مجموعة من قيادات الهيئة البرلمانية لحزب النور لحزب الوطن، وفي المقابل قرر حزب النور السلفي عدم إجراء تحالفات مع أي حزب إسلامي، ويميلون إلى خوض الانتخابات بقائمة مستقلة لهم، وبعد الانشقاق ربما يميلون أيضا للتحالف مع حزب مدني، وأكد رامي رشدي أن خيرت الشاطر هو الذي جمع بنفسه التوكيلات التأسيسية لحزب الوطن، وفكرة التحالف التي ستجمع الأحزاب الإسلامية الجديدة هي من صناعة الإخوان، وخطة انتخابية يعتمد عليها الإخوان في كل انتخابات خاضوها، وذلك لكسر قوة السلفيين، لأنهم أكثر خطورة عليهم من الأحزاب المدنية، نظرا لتواجدهم بقوة في الشارع. وقال الدكتور عزازي علي عزازي نائب رئيس حزب البرادعي''الدستور'' وعضو الجبهة الوطنية للإنقاذ إن الحديث عن انقسامات داخل الجبهة ليس صحيحا وشائعة يروجها الإخوان، وكشف في حديث ل''الخبر'' أن دخول الجبهة بقائمتين في الانتخابات البرلمانية المقبلة لا يعني انقسامات داخل الجبهة، مؤكدا أن الإخوان المسلمون يخشون من الجبهة الوطنية للإنقاذ، وقال إنهم سيستخدمون أفضل الطرق والوسائل للفوز بالحصة الأكبر في الانتخابات تحت سقف الجبهة، وأجاب على سؤال حول وجود خلاف كبير بين الشباب والقيادات قائلا ''لا تناقضات بيننا ونحن نعمل بشكل ديمقراطي عبر الحوار، صحيح أنه للشباب مواقف مختلفة عن القيادة، ونحن نحترم هذا ونعتبره جزءا من الصورة الكلية لاتخاذ القرار، والإخوان الذين يتهموننا بوجود انقسامات لدينا هم من يعانون من هذه الانقسامات، وفشلوا حتى الآن في وجود حليف لهم في الانتخابات البرلمانية، لأنهم لا يلبوا وعودهم، وبالنسبة لنا في الجبهة فالاختلاف في الرأي ليس معناه الانقسام''.