رست، ظهر أمس، الباخرة الجزائرية ''طاسيلي 2'' بميناء وهران قادمة من ميناء آليكانت الإسباني، بعد أن ظلت متوقفة هناك لمدة أسبوع كامل بسبب سوء الأحوال الجوية. وصف المسافرون الرحلة ب''رحلة العذاب'' بالنظر لسوء المعاملة والفوضى التي صاحبت التأخّر وكذا إقلاع الباخرة باتجاه وهران، موضّحين أنّه تمّ التكفّل بالمسافرين الذين اقتنوا تذكرة الذهاب والإياب بإعطائهم مبلغ 40 أورو يوميا لكل شخص قصد المبيت بالفنادق ابتداء من تاريخ 17 جانفي من يوم الخميس وإلى غاية الثلاثاء الماضي، فيما استثني المسافرون الذين اشتروا تذكرة الذهاب فقط، ما اضطرّ غالبيّتهم للمبيت بمحيط ميناء أليكانت، مفترشين ''الكرتون'' طيلة 6 أيّام، وهي المدّة التي شهدت ظروفا مأساوية خاصة بالنسبة للعائلات، قبل أن يتدخّل الصليب الأحمر الإسباني لتقديم المساعدات، فيما تكفّل صاحب مطعم قرب ميناء أليكانت وهو مغترب جزائري بإطعام المسافرين مجانا. وقال أحد المسافرين في حديث ل''الخبر'' إنّ الوضع ازداد سوءا بعد ركوبهم الباخرة التي كانت تقلّ 1200 مسافر لم يتمكّنوا من الحصول على المعلومات الكافية حول سبب تأخر الرحلة، ما سبب إرهاقا وضغطا لغالبية المسافرين. وبخصوص حادثة وفاة الجزائري المغترب، التي كانت ''الخبر'' قد تطرقت إليها في عدد أمس، أورد شهود عيان أنّ الشرطة الإسبانية فتحت تحقيقا فيها، استنادا لشهادات بعض المسافرين، وتمّ تدوين أقوال مغتربين اثنين شهدا على الملاسنات التي جمعت بين أحد مسؤولي الباخرة والضحية الذي استهجن حظر الخروج المفروض على الركاب أمام إلحاحه لشراء الدواء، الأمر الذي دفعه إلى القفز من على سطح الباخرة، بعد أن ألقى بحقيبته منه، ليرتطم رأسه بالممر الإسمنتي.